للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طاهر البلد فأقام شهرا فحمل إليه عشرة آلاف ألف درهم التى تحمل لصاحب خراسان، وجعل المأمون على الشرط عبد الله بن طاهر بعد أبيه وحجّ بالناس عبيد الله العلوى.

[ودخلت سنة ست ومائتين]

ذكر ولاية عبد الله بن طاهر الرّقة وغيرها

فى هذه السنة ولّى المأمون عبد الله بن طاهر من الرقة إلى مصر، وأمره بحرب نصر بن شبث، وقال له: يا عبد الله إنى استخير الله منذ شهر وأكثر وأرجو أن يكون قد خار لى، وقد ولّيتك هذه الأعمال ومحاربة نصر بن شبث، فقال: السمع والطاعة، وأرجو أن يجعل الله لأمير المؤمنين الخيرة وللمسلمين، فعقد له، وقيل كانت ولايته سنة خمس ومائتين، ولما سار استخلف على الشرط إسحاق بن إبراهيم بن الحسين بن مصعب- وهو ابن عمه، وسار عبد الله إلى عمله، وكان من أمره ما نذكره إن شاء الله تعالى.

وحجّ بالناس عبيد الله العلوى.

[ودخلت سنة سبع ومائتين]

فى هذه السنة خرج عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب ببلاد عكّ من اليمن، يدعو إلى الرضا من آل محمد صلّى الله عليه وسلّم، وكان سبب خروجه أن عمّال اليمن أساءوا السيرة فى الناس، فبايعوا عبد الرحمن فوجّه المأمون إليه دينار بن عبد الله فى جيش كثيف، وكتب معه بأمانه، فحضر دينار الموسم وحجّ بالناس، ثم سار إلى اليمن فبعث إلى عبد الرحمن بأمانه فقبله، ودخل فى طاعة المأمون ووضع يده فى يد دينار، فخرج به إلى المأمون، فمنع المأمون «١» عند ذلك الطالبيين من الدخول عليه، وأمرهم بلبس السواد.