للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مخلد عن بعض الهاشميين: إنهم وجدوا للمهتدى سفطا فيه جبّة صوف وكساء وبرنس، كان يلبس ذلك بالليل ويصلّى، ويقول: أما يستحى بنو العباس ألا يكون فيهم مثل عمر بن عبد العزيز، ولما قتله الأتراك تضاربوا على السفط وقدروا أن فيه ذخائره، فلما اطلعوا على ما فيه أظهروا الندم على قتله. وكان قد اطّرح الملاهى وحرّم الغناء والشراب، ومنع أصحاب السلطان عن الظلم «١» .

قال ابن الجوزى «٢» : وكان شديد الإشراف على أمر الدواوين والخراج، يحبس نفسه فى الحسابات، وكان يجلس فى يوم الخميس والإثنين والكتّاب بين يديه رحمه الله تعالى.

[ذكر خلافة المعتمد على الله]

هو أبو العباس أحمد- وقيل أبو جعفر- بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدى بن المنصور، وأمه أم ولد اسمها فتيان «٣» ، وهو الخامس عشر من الخلفاء العباسيين، بويع له فى منتصف شهر رجب سنة ست وخمسين ومائتين، وذلك أنّه لما أخذ المهتدى وحبس حضر أبو العباس وكان محبوسا بالجوسق، فبايعه الأتراك وكتب إلى موسى بن بغا بذلك وكان بخانقين، فحضر إلى سامرّا وبايعه، واستوزر عبيد الله بن يحيى بن خاقان.

[ذكر عزل عيسى بن الشيخ عن الشام وولايته أرمينية]

قد ذكرنا «٤» أن ابن الشيخ كان قد استولى على دمشق وقطع الحمل