للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

/ لخلافته وأشرت بابن المقتدر بالله فخالفتم رأيى، وفد بالغتم فى الاستهانة به وما صبر على الهوان إلا من خبث طويّته ليدبّر عليكم، فلا تعجلوا حتى تؤنسوه وينبسط إليكم ثم تعرفوا من وطأه من القواد والساجبة والحجرية واعملوا بعد ذلك! فقال علىّ بن يلبق والحسن بن هارون: ما يحتاج إلى هذا التطويل فإن الحجبة لنا والدار فى أيدينا وما نحتاج [إلى] «١» أن نستعين فى القبض عليه بأحد لأنه بمنزلة طائر فى قفص! وعملوا على معالجته.

فاتفق أن سقط يلبق من الدّابة فاعتلّ ولزم بيته، فاتفق على وابن مقلة وحسّنا لمؤنس خلع القاهر وهوّنا عليه أمره، فأذن لهما.

فاتّفق رأيهما على أن يظهر أنّ أبا طاهر القرمطى دخل الكوفة وأن علىّ بن يليق سائر لقتاله ومنعه من بغداد، فإذا دخل لوداع القاهر بالله قبض عليه،. فأشاعا ذلك، وكتب ابن مقلة رقعة إلى الخليفة يعرّفه ذلك ويقول: «إننى قد جهّزت علىّ بن يلبق ليسير فى هذا اليوم وأن يحضر العصر للخدمة ليأمره مولانا بما يراه» فكتب القاهر فى جوابه يشكره ويأذن فى حضور ابن يلبق. فجاء جواب الخليفة وابن مقلة نائم فتركوه ولم يوصلوه إليه. فلما استيقظ كتب رقعة أخرى فى المعنى، فأنكر القاهر الحال.

فهو فى هذا إذ وصلته رقعة طريف السبكرى يذكر أن عنده نصيحة وأنه قد حضر فى زىّ النّساء لينهيها إليه، فاجتمع به القاهر، فذكر له جميع ما عزموا عليه [وما هم فيه] «٢» وما فعلوه من