للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على إحداهما صليب وقال: من أراد النصرانية انحاز إلى خيمة الصليب ليردّ عليه أهله وماله، ومن أراد الإسلام انحاز إلى الخيمة الأخرى وله الأمان على نفسه ونبلغه مأمنه، فانحاز أكثر المسلمين إلى خيمة الصّليب طمعا فى أهلهم ومالهم. وسيّر مع الباقين بطريقا يبلغهم مأمنهم، وفتحها بالأمان فى مستهل جمادى الآخرة، وملكوا شمشاط «١» وخرّبوا الأعمال، وأكثروا القتل، وفعلوا الأفاعيل الشنيعة، وصار أكثر البلاد فى أيديهم.

ودخلت سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة:

[ذكر القبض على ابنى ياقوت]

/ فى هذه السنة فى جمادى الأولى قبض الراضى بالله على محمد والمظفر ابنى ياقوت، وكان سبب ذلك أن الوزير أبا على بن مقلة كان قد قلق لتحكّم محمد بن ياقوت فى الدولة بأسرها، وأنه هو ليس له حكم فى شىء، فسعى به إلى الرّاضى وأدام السّعاية.

فلما كان فى خامس الشهر ركب جميع القواد إلى دار الخليفة على عادتهم، وحضر الوزير وأظهر الرّاضى أنه يريد يقلد جماعة من القواد أعمالا، وحضر محمد بن ياقوت للحجبة ومعه كاتبه أبو إسحاق القراريطى. فخرج الخدم فاستدعوا محمد بن ياقوت إلى الخليفة فدخل مبادرا، فعدلوا به إلى حجرة هناك فحبسوه، ثم استدعوا القراريطى فدخل فعدلوا به إلى حجرة، ثم استدعوا