للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر ملك الروم مدينة الرها]

وفى سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ملك الرّوم مدينة الرّها وكانت بيد نصير الدولة «١» بن مروان صاحب ديار بكر، ملكها من صاحبها عطير فى سنة ست عشرة وأربعمائة ثم مات عطير فشفع صالح بن مرداس صاحب حلب إلى نصير الدولة فى إعادتها إلى ابن عطير وإلى ابن شبل بينهما، فقبل شفاعته وسلمها إليهما. وكان فى الرّهابرجان حصينان أحدهما أكبر من الآخر فتسلم ابن عطير الكبير وابن شبل الصغير، وبقيت المدينة معهما إلى هذه السنة. فراسل ابن عطير أرمانوس ملك الروم وباعه حصّنه من الرّها بعشرين ألف دينار وعدّة قرى من جملتها القرية التى عرفت بسن ابن عطير، وتسلموا البرج الذى له ودخلوا البلد فملكوه وهرب منه أصحاب ابن شبل. وقتل الرّوم المسلمين، وخرّبوا المساجد، فسمع نصير الدولة الخبر فسيّر جيشا كثيفا إلى الرها فحصرها وفتحها عنوة، واعتصم من بها من الروم بالبرجين واحتمى النّصارى بالبيعة التى لهم، فحصرهم المسلمون بها وأخرجوهم وقتلوا أكثرهم ونهبوا البلد، وبقى الروم بالبرجين. فسيّر إليهم ملكهم عسكرا نحو عشرة آلاف مقاتل، فانهزم أصحاب ابن مروان من بين أيديهم، ودخل الروم البلد ونهبوا ما جاورهم من بلاد المسلمين وصالحهم ابن وثّاب [النميرى] «٢» على حرّان وسروج وحمل إليهم خراجا.