للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حماة ثغورهم إليها، وتأخر المسلمون إلى ورائهم وكان سبب ذلك اشتغال الحكم بمحاربة عمه [سليمان بن عبد الرحمن] «١» .

[ذكر الاتفاق بين الحكم وبين عمه عبد الله البلنسى]

وفى سنة ستّ وثمانين ومائة حصل الاتفاق بين الأمير الحكم بن هشام وبين عمّه عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية، وذلك أن عبد الله لما سمع بقتل أخيه سليمان عظم عليه وفتّ فى عضده، وخاف على نفسه، ولزم بلنسية ولم يتحرك لإثارة فتنة. وأرسل إلى الحكم يطلب المسالمة والدخول فى الطاعة، وقيل بل الحكم راسله فى ذلك وبذل له الأرزاق الواسعة له ولأولاده، فأجاب إلى ذلك، واستقر الصلح بينهما على يد يحيى بن يحيى صاحب الإمام مالك بن أنس. وزوّج الحكم أخواته من أولاد عمه عبد الله، وأكرم عمّه وأجرى له ولأولاده الأرزاق الواسعة والصلات السنية. وقيل كانت المراسلة/ فى هذه السنة، واستقر الصلح فى سنة سبع وثمانين.

[ذكر استيلاء الفرنج على مدينة تطيله]

وفى سنة سبع وثمانين ومائة ملك الفرنج- لعنهم الله- مدينة تطيلة «٢» . وسبب ذلك أن الحكم بن هشام استعمل على ثغور الأندلس قائدا كبيرا من قواده وهو عمروس بن يوسف.

فاستعمل عمروس ابنه يوسف على تطيلة. وكان قد انهزم من الحكم