للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بما يقع له من ذلك. وله أخبار كثيرة أورد منها أبو عبد الله الحميدى- فى كتابه المترجم بالأمانى الصادقة- كثيرا قال: ثم علت حاله، وتعلّق بوكالة صبح أمّ هشام المؤيد، والنظر فى أموالها؛ فزاد أمره فى التّرقّى إلى أن مات وولى ابنها هشام، فخافت اضطراب الأمر عليه، فضمن لها سكون الحال وزوال الخوف/ واستقرار الملك لابنها. فساعدته المقادير، وأمدّته المرأة بالأموال فاستمال العساكر إليه، فصار صاحب التدبير والمتغلّب على الأمر.

وحجب هشاما وتلقّب بالمنصور «١» وأقام الهيبة، فدانت له أقطار الأندلس كلها، ولم يضطرب عليه شىء منها لعظم هيبته وحسن سياسته. وكان يدخل إلى القصر ويخرج فيقول: أمر أمير المؤمنين بكذا ونهى عن كذا! فلا يعترض عليه فى مقال ولا ينازع فى أفعال.

وكان إذا غزا بلد الروم وكل بهشام من يمنعه من التصرف والظهور والإذن فى دخول أحد من الناس إلى أن يعود من سفره، فإذا كان بعد سنين أركبه وجعل عليه برنسا وألبس جواريه البرانس حتى لا يعرف منهن، ويوكل بالطرقات من يطرد الناس عنها حتى ينتهى إلى الزّهراء وغيرها من المتنزهات، ثم يعيده على مثل ذلك. وليس له من الملك إلا الدعاء على المنابر، وإثبات اسمه