للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حوراء «١» ولى بعد قتل المستظهر لثلاث خلون أو بقين من ذى القعدة سنة أربع عشرة وأربعمائة، وله ثمان وأربعون سنة. وكان أبوه ممن قتله الوزير محمد بن أبى عامر فى أوّل دولة المؤيد هشام لسعيه فى القيام وطلبه الأمر، فولى محمد هذا عشرة أشهر وأياما، وخلغ. وقيل بل خلع فى يوم الثلاثاء لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة ستّ عشرة، وخرج من قرطبة يريد الثّغر فمات بقرية من قرى شنت مرية فى أول شهر ربيع الآخر منها، فكانت مدة مملكته بقرطبة على هذا القول سنة وأربعة أشهر. وكان الحاكم فى أيامه صاحب المظالم محمد بن عبد الرؤوف.

وكان محمد بن عبد الرحمن فى نهاية التخلف، صاحب أكل وشرب ونكاح، ولم يزل متغلّبا عليه طول ولايته لا ينفذ له أمر، ولا عقب له.

وقيل فى وفاته إنه لما هرب من قرطبة سار حتى انتهى إلى قرية يقال لها سمّونت من أعمال مدينة سالم، فجلس ليأكل وكان معه عبد الرحمن بن محمد بن السليم- من ولد سعيد بن المنذر- فكره التمادى معه، فسمّه فى دجاجة فمات لوقته، فقبره هناك. ولما خلع أعيدت خطبة يحيى ابن علىّ الفاطمىّ، ثم قطعت وأعيدت الخطبة للدولة الأموية.

[(ج) ذكر ولاية المعتمد على الله]

هو أبو بكر هشام بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر، وهو أخو المرتضى «٢» ، بويع له فى شهر ربيع الأول