للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعتذر من فعل أبى المهاجر «١» ، وأقسم بالله لقد خالفه فيما صنع.

فقبل عقبة عذره. ومضى مسرعا حتى قدم إفريقية. فأوثق أبا المهاجر فى الحديد، وأمر بخراب مدينته، ورد الناس إلى القيروان ثم عزم على الغزو وترك بالقيروان جندا وعليهم زهير بن قيس «٢» ودعا أولاده فقال لهم: «إنى بعت نفسى من الله تعالى بيعا مربحا أن أجاهد من كفر حتى ألحق بالله. ولست أدرى أترونى بعدها أو أراكم، لأن أملى الموت فى سبيل الله» . ثم قال: «عليكم سلام الله، اللهم تقبل منى نفسى فى رضاك» .

ومضى فى عسكر عظيم حتى أشرف على مدينة باغاية، وقاتل أهلها قتالا شديدا، وأخذ لهم خيلا لم ير المسلمون فى مغازيهم أصلب منها «٣» . ودخل الروم حصنهم.

فكره عقبة أن يقيم عليه. فمضى إلى لميش «٤» ، وهى من أعظم مدن الروم. فلجأ إليها من كان حولها منهم. وخرجوا إليه وقاتلوه قتالا شديدا حتى ظن الناس أنه الفناء. فهزمهم وتبعهم إلى باب حصنهم وأصاب غنائم كثيرة.

وكره المقام عليها فرحل «٥» إلى بلاد الزاب. فسأل عن أعظم