للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن الأثير: قالوا: أول من سكنها بعد الطوفان قوم يعرفون بالأندلش- بشين معجمة «١» - ثم عرّب بعد ذلك بسين مهملة، والنصارى تسميها إشبانية باسم رجل صلب فيها يقال له إشبانش «٢» ، وقيل: باسم ملك كان لها «٣» فى الزمان الأول اسمه إشبان بن طيطش «٤» . وهذا هو اسمها عند بطليموس. وقيل:

سميت بأندلس بن يافث بن نوح «٥» ، وهو أول من عمرها.

وقيل: أول من سكنها بعد الطوفان قوم يعرفون بالأندلس فعمروها وتداولوا ملكها دهرا طويلا، وكانوا مجوسا. ثم حبس الله عنهم المطر وتوالى عليهم القحط. فهلك أكثرهم، وفر منها من أطاق الفرار. فخلت مائة سنة.

ثم ابتعث الله لعمارتها الأفارقة. فدخل إليها قوم منهم أجلاهم ملك إفريقية لقحط «٦» توالى على بلاده حتى كاد يفنى أهلها.

فحملهم فى السفن مع أمير من عنده. فأرسوا بجزيرة قادس.

فرأوا الأندلس وقد أخصبت بلادها وجرت أنهارها. فسكنوها وعمروها. ونصبوا لهم ملوكا ضبطوا أمرهم «٧» . وكانت دار مملكتهم طالقة الخراب من أرض إشبيلية، بنوها وسكنوها. وأقاموا