للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاستعمل على طنجة وما والاها عمر بن عبد الله المرادى «١» .

فأساء السيرة وتعدى فى الصدقات والقسم «٢» . وأراد أن يخمس البربر وزعم أنهم فىء للمسلمين، وذلك ما لم يرتكبه عامل قبله.

وإنما كانت الولاة يخمسون من لم يجب منهم إلى الإسلام. فانتقضت البربر بطنجة على عبيد الله وتداعت عليه بأسرها، وذلك فى سنة اثنتين وعشرين ومائة. وهى أول فتنة كانت بإفريقية فى الإسلام.

وخرج ميسرة المدغرى «٣» وقتل عمر المرادى. وظهر بالمغرب فى ذلك الوقت قوم جرت منهم دعوة الخوارج، وصار منهم عدد كبير «٤» وشوكة قوية. قال: فبعث عبيد الله الجيوش من أشراف «٥» العرب لقتال المدغرى «٦» ، وجعل عليهم خالد بن أبى حبيب الفهرى. وأردفه بحبيب بن أبى عبيدة. فسار خالد حتى أتى ميسرة دون طنجة. فالتقوا واقتتلوا قتالا لم يسمع بمثله. ثم انصرف ميسرة إلى طنجة. فأنكرت عليه البربر سوء سيرته «٧» ، وتغيروا عما كانوا