للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا ثلاثة. وذلك فى يوم الاثنين لثلاث بقين «١» من شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسين ومائة. وأقام يزيد بمكانه ذلك نحوا من شهر.

وبث خيله فى طلب الخوارج فقتلهم فى كل سهل وجبل.

ثم رحل حتى نزل قابس فدخلها لعشر بقين من جمادى الآخرة «٢» .

واستقامت له الأمور بعد أن قتل البربر بكل ناحية. وبنى يزيد المسجد الأعظم بالقيروان، وجدده فى سنة سبع وخمسين «٣» . ورتب أسواق القيروان، وجعل كل صناعة فى مكانها، حتى لو قيل: إنه الذى مصّرها، لم يبعد من الحق.

ولم تزل البلاد مستقيمة والأمور ساكنة مدة حياته إلى أن توفى فى شهر رمضان سنة سبعين ومائة «٤» فى خلافة الرشيد. وكان كريما شجاعا نافذ الرأى، بعيد الصيت، غاية فى الجود. وهو القائل:

لا يألف الدرهم المضروب خرقتنا ... إلا لماما قليلا ثم ينطلق «٥»

يمر مرا عليها وهى تلفظه ... إنى امرؤ لم يحالف خرقتى الورق «٦»