للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نكايته فى العرب، ولم يبق إلا من يخافه. وخرج إلى طائفة من عوف، فانهزموا منه وتركوا أموالهم وعيالهم. فأخذ الجميع ورجع إلى المهدية.

وأخذ من الغنيمة والأسلاب ما شاء، وسلم البعض لأبى على، والبعض للجند. فجاءت تلك الأعراب إلى أبى سعيد بن عمر فوحّدوا «١» وصاروا من حزب الموحدين. واستجاروا بأبى سعيد فى رد عيالهم وأموالهم. فأحضر محمد بن عبد الكريم وأمره بإعادة ما أخذ لهم.

فقال: «أخذه الجند ولا أقدر على رده» . فأغلظ له فى القول وأراد أن يبطش به. فاستمهله إلى أن يرجع إلى المهدية ويسترد من الجند ما يجده، وما عدم غرمه من ماله؛ فأمهله. وانصرف إلى المهدية وهو لا يأمن على نفسه. فلما وصل إليها جمع أصحابه، وأعلمهم بما كان من أبى سعيد، وحالفهم على المخالفة عليه، فحلفوا له على ذلك.

فقبض على أبى على يونس «٢» وتغلب على المهدية وملكها ونزع يده من الطاعة. فأرسل إليه أبو سعيد فى إطلاق أخيه يونس. فأطلقه على اثنى عشر ألف دينار، فأخذها وفرقها فى جنده. فجمع أبو سعيد الجند وأراد قصده. فأرسل محمد بن عبد الكريم إلى على بن إسحاق الملثم واعتضد به. فامتنع أبو سعيد من قصده. وفى خلال ذلك مات أبو يوسف.