للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا العهد ولا يهدمه، ويثبته ولا يزيله، ويقرّبه ولا يباعده، ويشدّه ولا يضعفه، ويوجب ذلك ولا يبطله، ويوضحه ولا يعميه، كذلك هو في الظاهر والباطن، وسائر ما جاء به النبيون من رتبهم صلوات الله عليهم أجمعين، على الشرائط المبينة في هذا العهد.

وجعلت على نفسك الوفاء بذلك- قل نعم، فيقول المغرور:

نعم، ثم يقول له: والصيانه له بذلك وأداء الأمانة له على ألا تظهر شيئا أخذ عليك في هذا العهد- في حياتنا ولا بعد وفاتنا، ولا على غضب ولا على حال رضى، ولا على حال رغبة ولا رهبة، ولا على حال شدّة ولا على حال رخاء ولا على طمع، ولا على حال حرمان، تلقى الله على الستر لذلك والصيانة له- على الشرائط المبيّنة في هذا العهد.

وجعلت على نفسك عهد الله وميثاقه وذمّته وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله أن تمنعنى وجميع من أسمّيه معى لك وأثبته عندك، ممّا تمنع منه نفسك، وتنصح لنا ولوليّك- ولىّ الله- نصحا ظاهرا وباطنا، فلا تخن الله ووليّه، ولا تخنّا ولا أحدا من إخواننا وأوليائنا، ومن تعلم أنه منّا بسبب، في أهل ولا مال ولا رأى ولا عهد ولا عقد تتأوّل عليه بما تبطله.

فإن فعلت شيئا من ذلك- وأنت تعلم أنّك قد خالفته، وأنت على ذكر منه- فأنت برى من الله خالق السموات والأرض، الذى سوى خلقك وألّف تركيبك وأحسن إليك في دينك ودنياك وآخرتك، وتبرأ من رسله الأولين والآخرين وملائكته المقرّبين الكروبين والروحانيّين،