للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحلوان صبّحتها غارة ... فقتّلت أغرار غرّارها

وعقبة بالموصل اجحرته ... وطوّقه الذل بى كارها

قال: وكان قتل بندار في سنة ثلاث وخمسين ومائتين، ثم لقى مساور عسكرا للخليفة، ومقدّمهم خطرمش بناحية جلولاء في ذى الحجة من السنة، فهزمهم مساور واستولى على أكثر بلاد الموصل فقوى أمره وكثرت اتباعه «١» .

فجمع له الحسن «٢» بن أيوب بن أحمد بن عمر بن الخطاب التغلبى- وكان خليفة أبيه على الموصل- عسكرا كثيرا منهم حمدان بن حمدون جدّ الأمراء الحمدانيّة وغيره، وسار إليه وعبر إليه نهر الزاب، فتأخر مساور عن موضعه ونزل بموضع يقال له وادى الذئاب، وهو واد عميق، فسار الحسن في طلبه فالتقوا واقتتلوا قتالا شديدا، فانهزم عسكر الموصل وكثر القتل فيهم، وسقط كثير منهم في الوادى فهلك فيه أكثر من القتلى، وذلك في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين ومائتين، ونجا الحسن فوصل إلى حرّة من أعمال إربل، وهرب محمد بن على بن السيّد، فظنّ الخوارج أنّه الحسن فتبعوه فقتلوه، وكان فارسا شجاعا، واشتدّ أمر مساور وعظم شأنه وخافه الناس.