للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر ملك سيف الدين محمد بن علاء الدين الحسين بن الحسين «١» وهو الثانى من الملوك الغورية

«٢» . ملك بعد وفاة أبيه، وأطاعه الناس، وراسل الملوك وهاداهم، واستمرّ إلى أن قتل في شهر رجب سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وذلك أنّه جمع عساكره وحشد فأكثر وسار من جبال الغور يريد الغز، وهو ببلخ فاجتمعوا له وتقدّموا إليه، واتفق أنّه خرج جريدة في جماعة من خاصته، فسمع به الغز فركبوا وأوقعوا به فقتل.

وكان ملكا عادلا حسن السيرة، فمن ذلك أنّه لما ملك هراه أراد عسكره نهبها، فنزل على درب المدينة، وأحضر الأموال والثياب، وفرقها في عسكره، وقال: هذا خير لكم من نهب أموال الناس، فإن الملك يبقى على الكفر ولا يبقى «٣» على الظلم. رحمه الله تعالى.

[ذكر ملك غياث الدين أبى الفتح محمد بن بسام ابن الحسين بن الحسن وهو الثالث من الملوك الغورية.]

كان استقلاله بالملك بعد وفاة ابن عمه سيف الدين في شهر رجب سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وخطب له في الغور، وغزنة، ثم ملك الغز غزنة منه، وبقيت بأيديهم خمسة عشر سنة يصبون على أهلها العذاب، ويتابعون الظلم، هذا