للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى جملة عسكر غياث الدين، ويفارق خدمة الخوارزمية، فلما وصل الخبر إلى غياث الدين علم أنّه ما قصد الانتماء إليه إلا لضعف صاحبه، فطمع في البلاد، وجهز شهاب الدين من غزنة، وسار لذلك، فوصله كتاب جقر يستحثه على السير إليه، يسلم إليه مرو، فسار إليها، فقاتله أهلها مع العسكر الخوارزمى، ثم سألوا الأمان» فكف عنهم، وتسلم البلد، ووعده جقر الجميل، ثم حضر غياث الدين إلى مرو، وسلمها إلى هندوخان بن ملكشاه بن خوارزم شاه، وكان قد هرب من عمه إليه كما نذكره في أخبار الخوارزمية، ثم سار غياث الدين إلى مدينة سرخس، فأخذها صلحا، وسلمها للأمير زنكى بن مسعود، وهو من أولاد عمه، وأقطعه معها «نسا» ، و «أبيورد» ، ثم سار إلى طوس فامتنغ عليه أميرها، وأغلق الأبواب دونه ثلاثة أيام، فغلت الأسعار، وبلغ الخبز ثلاثة أمناء بدينار، فضجّ أهل البلد، فطلب الأمان، فأمّنه، فخرج إليه فأكرمه، وخلع عليه، وسيره إلى هراة، وملك البلد، ثم أرسل إلى على شاه «١» أخى خوارزم شاه، وهو ينوب عن أخيه بنيسابور يأمره بمفارقة البلد، ويحذره من المقام بها، فامتنع عليه، وحصّن البلد، وخرب ما بظاهره من العمارة، فسار شهاب الدين إليها، فقدمها في أول شهر رجب من السنة، وقدم العسكر للحصار، فملك البلد عنوة، ونهبه عسكره ساعة من نهار، فبلغ الخبر غياث الدين، فنادى من نهب أو آذى فدمه حلال، فأعاد الناس ما نهبوه عن آخره، وتحصن الخوارزميّون بالجامع، فأخرجهم