للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوزير عن الأموال والسلاح والدواب، فأخبره بما خرج من ذلك وما بقى، فأنكر عليه، وأساء جوابه، وقال: إن الغوريه قد كاتبوا بهاء الدين سام صاحب باميان ليملّكوه غزنة، وقد كتب إلىّ غّياث الدين «١» ، وهو مولاى وابن مولاى، يأمرنى ألّا أترك أحدا يقرب من غزنة، وقد جعلنى نائبه فيها، وفي سائر الولاية المجاورة لها لاشتغاله بخراسان، وقد أمرنى أيضا أن أتسلم الخزانة منك، فلم يقدر الوزير على الامتناع لميل الأتراك إلى الدز، فتسلمها، وسار بالمحفة إلى غزنة، فدفن شهاب الدين بمدرسته، وكان وصولهم إليها لثمان بقين من شعبان سنة اثنتين وستمائة.

ذكر مسير بهاء الدين سام صاحب باميان الى غزنة» ووفاته

وبهاء الدين سام هذا هو ابن أخت غياث الدين، وشهاب الدين، وكانا قد ملكاه باميان، فأحسن السيرة، وأحبّه الأمراء الغوريه، وكاتبوه للحضور إلى غزنة، فأعاد عليهم الجواب يأمرهم بحفظ البلد، وأنه واصل إليهم، وسار عن باميان مرحلتين، فوجد في رأسه صداعا اشتدّ عليه، فنزل وقد أيقن بالموت، وأحضر ولديه:

علاء الدين وجلال الدين، وعهد بالملك إلى علاء الدين، وأوصاهما بالأمراء الغورية، ومات.