للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فارس، فتحصّن منه في قلعة «أرزن» وهى المعروفة بحصن العيون، فنزل سيف الدولة تحتها على النهر المعروف [بسربط] «١» ، وحصر «٢» عليا بها، فبعث الديلمىّ حاجبه بدر الجستانى إلى ابن يرنيق «٣» ملك أرمينية، وإلى سائر بطارقتها يستنجد بهم على سيف الدولة، فاتّصل خبر الحاجب بسيف الدولة، فرصده عند عوده، فقبض عليه، فسأله الديلمى الأمان على أن يمضى إلى بغداد، أو يبقى في خدمته، فأجابه إلى ذلك، وحلف له، ونزل إليه وسلّم القلعة، فوفىّ له سيف الدولة، وأقام علىّ في خدمته إلى أن استأمن إلى ابن رائق، وملك سيف الدولة بعد ذلك جميع بلاد أرمينية وما جاور بلاد بكر، ثم ملك حلب «٤» وانتزعها من يد الأخشيدية، ثم قلّد بعد ذلك الثغور «٥» الجزيرية، وهى طرسوس، وعين زربة «٦» ، والمصيصة، وما جاورهم من الثغور، من غير أداء مال عن شىء مما بيده من الأعمال؛ لأنه كفى المسلمين أمر الروم نحوا من أربعين وقعة له وعليه. وكان بعيد الهمة شجاعا يلقى الأمور بنفسه.

وكان شاعره أبو الطيب المتنبى يمدحه في كل غزاة،