للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشارك فيهما (١) أخاه كبيره أبا الحسن، وروى عن أبي زيد السهيلي وأبي محمد بن حوط الله، ولقي أبا السعود الطيب. تلا عليه بالسبع أبو القاسم محمد بن عبد الرحيم بن الطيب.

وكان خاتمة المقرئين المجودين، شديد الحياء شهير الزهد، طويل الصمت لا يتكلم إلا فيما يعنيه، لم يتصدر للإقراء منفرداً به، وإنما ثابر على الاكتاب وتأديب النساء، لرؤيا رآها إثر وفاة أخيه أبي الحسن: فإنه سئل منه التصدر للإقراء والقعود له موضع أخيه فاكتنفه شخصان عن اليمين وعن الشمال وقالا له: أقرأ " إذا الشمس كورت " " التموير:١ " قال فجعلت أقرأها، وهما يسيران بي إلى أن انتهينا إلى موضع تعليمي للصبيان، وأنا حينئذ قد بلغت قول الله تعالى " فأين تذهبون " فقالا لي: إلى أين تذهب لا سبيل لك إلى مفارقة هذا الشأن، فنقض عزمه ذلك وأقتصر على تعليم الصبيان، إلا من قصده للتجويد [١٧٨و] عليه فإنه كان يسمح له بذلك؛ ولم يزل على حاله السني من الفضل ومتانة الدين إلى أن توفي بالجزيرة الخضراء سنة ثلاث وخمسين وستمائة، وقد أربى على التسعين (٢) .

١١٦٤ - محمد بن أحمد بن إدريس الحضرمي: أندلسي أبو عبد الله؛


(١) م ط: فيها، وهو خطأ واضح.
(٢) هامش ح: بل كانت وفاته ليلة الأحد لاثنتين وعشرين خلت من صفر سنة خمس وخمسين وستمائة وصلي عليه إثر صلاة عصر الأحد؟ وقد بلغ ستاً وتسعين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>