للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا طلعت من فرجةٍ فيه خِلْتُها ... مَخْيلةَ جَدْوى من خلالِ جدوب

وقد مدَّ ستراً فوفها فكأنما ... يغطِّي بكفرانٍ ثوابَ مثيب قال مصنف الكتاب: إني لينغّصُ عليّ إحسان هذا الرجل - مع كثرته - ما أخذ به نفسه من تشبيه الأظهر بالأخفى، وهو شيء كرهه أكابر العلماء ونصُّوا عليه، وهو قد أُغريَ به لا يكاد يُخْلي منه تشبيهاته، وهذه الثلاثة أبيات من هذا القبيل شبّه فيها الأظهر بالأخفى.

٣٨٠ - أبوالعلاء في شفقها في الطلوع (١) :

ربَّ ليلٍ كأنه الصبحُ في الحُسْ ... نِ وإن كان أسودَ الطيلسانِ

قد ركضنا فيه إلى اللهوِ لما ... وقف النجمُ وِقْفَةَ الحيران

ثم شاب الدُّجى وخاف من الهَجْرِ ... فغطَّى المشيبَ بالزعفران ٣٨١ - الطغرائي يصف الشمس في طلوعها والبدر في غروبه (٢) :

وكأنما الشمسُ المنيرةُ إذ بَدَتْ ... والبدرُ يجنحُ للغروبِ وما غربُ

متحاربان لذا مِجَنٌّ صاغه ... من فضةٍ، ولذا مِجَنّ من ذهب ٣٨٢ - قال أبو الحسن علي بن موسى الغرناظي (٣) : ضمَّني وأبا يحيى الكاتب مجلس أُنسٍ، فتذاكرنا ما قيل في معاقرة الشراب في الشيب، فأنشدني لنفسه:

لاموا على حبِّ الصِّبا والكاسِ ... لما بدا زَهَرُ المشيبِ براسي

والغصنُ أحوجُ ما يكون لشربه ... إبان يبدو بالأَزاهرِ كاسي ثم قال: هل سمعت في هذا المعنى شيئاً لغيرى؟ قلت: لا، ثم أعملت خاطرى حتى عملت فيه، وهو معنىً غريب:

يلومونني أَنْ شِبْتُ في الخمرِ ضَلَّةً ... وإني إذا وافى المشيبُ بها أحق

إذا شاب رأسُ الليلِ بالفجر قُرِّبَتْ ... له أكؤسُ الصهباءِ من حمرة الشفق ٣٨٣ - سليمان المارديني:


(١) شروح السقط: ٤٢٦، ٤٣٨.
(٢) نهاية الأرب ١: ٤٥ والغيث ١: ٢٨.
(٣) انظر اختصار القدح المعلى: ٨٩ - ٩٠ ونفح الطيب ٣: ٣٥. والغزولي: ١٥٩.

<<  <   >  >>