للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غير كوكب المشتري؛ ويليه فلك المريخ كذلك، ثم فلك الشمس، ثم فلك الزهرة، ثم فلك عطارد، ثم فلك القمر. وجميع هذه الأفلاك الثمانية تدور من المشرق إلى المغرب. والفلك الأعلى المحيط يردها قسراً ويديرها من المغرب إلى المشرق في كل يوم وليلة، وكذلك ترى الشمس طالعة عليه كلّ يوم من الشرق؛ وجميع هذه الأفلاك التسعة أجسام كرياتٌ بسائط مشفّاتٌ متركبة بعضها في بعض متلاصقة. وكل فلكٍ منها ذو جسم ونفس وعقل. يعرف نفسه ويعرف بارئه. وكلها متحركة على الدوام حركة دورية دولابية.

٥٧٤ - البروج والدرج:

قدماء الفلاسفة قسمت الفلك الثامن ذا الكواكب الثابتة باثني عشر قسماً سمتها بروجاً: وهي الحمل. الثور. الجوزاء. السرطان. الأسد. السنبلة. الميزان. العقرب. القوس. الجدي. الدلو. الحوت؛ وجعلوا كلَّ برج منها ثلاثين درجة، تكون جملتها ثلاثمائة وستين درجة. وقسموا كل درجة بستين جزءاً تسمى دقائق، وكل دقيقة بستين جزءاً تسمى ثواني، وكل ثانية بستين جزءاً تسمى ثوالث، وكذلك إلى الروابع والخوامس والسوادس إلى غير نهاية.

وبحلول الشمس وانتقالها في هذه البروج يكون اختلاف فصول الزمان إلى غير ذلك مما يحدث في عالم الكون والفساد من نشوّ واضمحلال الجماد والحيوان والنبات.

وبحلول الكواكب السبعة السيارة أيضاً في هذه البروج تختلف أحوال جزئيات حوادث العالم السفلي في كل ما يفسد منه أو يكون، بل وفي كل تغيّر يظهر فيه من حركة أو سكون.

٥٧٥ - في ماهية الكواكب:

قال أرسطو طاليس: ليست مادة الكواكب من مادة نارية ولا أرضية ولا من غيرهما من الطبيعة، لكنها من مادة عالية جوهرية شفافة صلبة قوية غير خفيفة ولا ثقيلة ولا متغيرة ولا مستحيلة ومن أجل ذلك صارت طبيعة خامسة منفردة وأجراماً منيرة متوقدة وثبتت في مراكزها لا منحدرة ولا صاعدة.

٥٧٦ - في دوران الفلك على الأرض:

الفلك المحيط يدور على قطبين: القطب الشمالي والقطب الجنوبي، ودورانه

على الأرض بحركة دولابية، فيكون نصفه أبداً تحت الأرض ونصفه فوق الأرض، فيكون في دائم الأوقات ستةَ بروج طالعةً بدرجها فوق الأرض بالنهار، وستة بروج غاربة بدرجها تحت الأرض بالليل، لأنا قلنا إنه يدير بدورانه كل ما دونه من الأفلاك

<<  <   >  >>