للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧٠٣ - ابن المعتز (١) :

قد منع الماء من المسّ ... وأمكنَ الجمرُ من اللمسِ

فلستَ تلقى غيْرَ ذي رعدةٍ ... أو مسلمٍ يسجدُ للشمس ٧٠٤ - أبو محمد المطراني (٢) :

وشتاءٍ يخنقُ الكل ... بَ فلا يعلو هريرُهْ

كلّما رام هريراً ... زمّ فاه زمهريره ٧٠٥ - بعضهم: يومٌ جَمَدَ خمره، وخَمَدَ جَمْرُهُ.

٧٠٦ - قال الشيخ شرف الدين التيفاشي المصنف: أنا أحكي ما شاهدته بنفسي لا ما أرويه عن غيري وهي: أني لما رحلتُ إلى الشرق، وَعِكْتُ بحرَّانَ في زمن الشتاء، واحتجت إلى عمل مزوّرة باسفاناخ وبيضٍ، فطبخ الاسفاناخ وأخذ الغلام بيضاً ليكسرها ويعملها في المزورة، فاستعصى كسرها، وأنا أستحثه، فاعتذر بأن البيض لم يُكْسَر، فاستشطتُ غضباً، فناولني البيضة وقال: اكسرها أنت، قضربتُ بها جانب الصحفة ضرباً خفيفاً، على العادة في كسر البيض، فلم تنكسر، فتابعت الضرب وقوّيته فلم تنكسر، فضربت بها الحائط على أنّها تتلفُ والحائط من طوب كبير له دهر طويل، فصادفّتْ حرفَ طوبة، فانكسرتْ الطوبة والبيضة صحيحة، فبهتُّ ونظرت إلى موضع الضربة في البيضة فإذا في القشرة التي لها شقاق خفيّ كالشعرة، فأدخلت رأس السكين فيه وقلعت القشرة فإذا بالبيضة جامدة، فقلت: القها في المزورة فألقاها ثم غرف المزورة، وإذا ببياض البيضة قد نضج بعض النضج وهو جامد، والصُفرة جامدة ليّنة لم تعمل النار فيها شيئاً، فحدثت بذلك بعض أهل حرّان، فأخبرني أن البيض عندهم يقدحون به الزناد في الشتاء، فيظهر منه الشرار كحجر الزناد، ويجمد عندهم كلّ مائع، ولا يشربون الماء إلا بعد أن يسخّن.

ودخلت آمد في الشتاء فوجدت الثلج يتراكم على الطرق حتى يسدّ الشوارع، وهم يمشون على الأسطحة ويعبرون الشوارع فوق الثلج.


(١) نهاية الأرب ١: ١٧٧ ومحاضرات الراغب ٤: ٥٥١ والأول في محاضرات الراغب (٢: ٢٤٦) وانظر ملحق ديوانه (تحقيق السامرائي) ٣: ٢٠٦.
(٢) محاضرات الراغب (٢: ٢٤٦) والمطراني من شعراء اليتيمة واسمه الحسن بن علي بن مطران.

<<  <   >  >>