للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأدب للثعالبي وكتاباً يسميه " الترتيب " لأحمد بن مطرف الكناني (١) ، وينقل أكثر الفصل بالنار وأحوالها وما يتصل بها من كتاب " النبات " لأبي حنيفة الدينوري (٢) .

وفي المعارف العلمية تجده بقسم هذه المعارف إلى ما هو مستمد من العرب وإلى ما هو مستمد من الفلاسفة القدماء والمنجمين، فأما ما كان مستمداً من العرب فهو إذا اتصل بالحيوان كان فيه عالة على الجاحظ، ولذلك نقل عنه كثيراً فيما يتصل بالحمام وطبائعه، وفصلاً استطرادياً عن الخفاش - ليس هناك ما يسوغ إيراده، إلا الشغف ببعض الأمور المتصلة بالعلم (٣) . ويلحق بالمعارف (شبه العلمية) عن العرب تعبير الرؤيا، وهو في هذا المجال يراجع مصادر لا نعرفها؛ فإذا كانت المعارف عن شؤون الجو والكواكب والنجوم والفصول فإنه يستمد مادته من كتب خاصة بهذه المعلومات مثل: كتاب الأنواء لابن قتيبة والأنواء لأبي حنيفة الدينوري والأنواء للسراج والأزمنة والأمكنة للمرزوقي: وفيما يقابل هذه المعلومات من زاوية الفلاسفة القدماء والمنجمين نرى مصادره، تتدرج من أثلولوجيا المنسوب لارسطالطاليس والذي يمثل في الحقيقة بعض آراء افلوطين في تاسوعاته، إلى كتب في الطب مثل سر البيعة لأبي الفرج الطبيب، وهو يعرف كتاب القانون لابن سينا معرفة وثيقة، كما أن لديه حصيلة وافرة من كتب التنجيم والفلك منها كتب لأبي معشر وكوشيار ومكلوشيا والبيروني (وهو لا يذكر هذا الأخير أبداً) وفي مقابل التعبير على مذهب العرب نراه يعرف كتاب أرطاميدورس في هذا الفن، وكتباً أخرى لا يصرح بأسمائها.

وتمتد مصادر الأدبي على نطاق واسع؛ فهو إذ يقدم صورة مسهبة للنشاط الشعري المعاصر المتصل بما يعالجه من موضوعات، نجده يرود دواوين الشعراء من مختلف العصور، إلا أن ذوقه المحدث يبعده كثيراً عن الشعر القديم؛ ولما كان ما يروقه من الشعر هو الصور فإنه يتكئ كثيراً على الشعراء المصورين كابن المعتز وكشاجم، والسري وابن طباطبا، ولهذا السبب نفسه يجد ضالته بيسر في كتب التشبيهات ككتاب تشبيهات ابن أبي عون وكتاب تشبيهات الكتاني، والمجموعات الشعرية مثل اليتيمة (وغيرها من كتب الثعالبي مثل خاص الخاص ومن غاب عنه


(١) يعتمد على هذا الكتاب أيضاً في أزهار الأفكار، انظر ص: ١٥٤.
(٢) راجع الفقرات: ١٠٢٩ حتى ١٠٣٣ ثم ١٠٣٨ - ١٠٤٤.
(٣) راجع الفقرتين: ٣٥٠، ٣٥٥.

<<  <   >  >>