للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- ٤٠ -

كان الناس يتبايعون على طلوع الشمس وغروب القمر من صبح ثلاث عشرة ليلة تخلو من الشهر: أتطلع بعد غروب القمر أم قبله، فتتابع رجلان على ذلك، فقال أحدهما: تطلع قبل غروب القمر، وقال آخر: يغيب القمر قل طلوع الشمس، فكأن قوم اللذين تبايعا ضلعوا مع الذي قال إن القمر يغرب قبل طلوع الشمس، فقال الآخر: يا قوم إنكم تبغون علي، فقال له قائل: إن يبغ عليك قومك لا يبغ عليك القمر (١) ، فذهب مثلاً.

- ٤١ -

زعموا أن امرأة بغيا كانت تؤاجر نفسها، فاستأجرها رجل بدرهمين، فلما جامعها أعجبها جماعه، فجعلت تقول: صكا ودرهماك لك، لا أفلح من أعجلك (٢) فذهب قولها مثلاً.

- ٤٢ -

خرج رجل من طيء يقال له جابر بن رألان ثم أحد بنى ثعل بن سنيس، ومعه صاحبان له، حتى إذا كانوا بظهر الحيرة، وكان للمنذر بن ماء السماء يوم يركب فيه في السنة لا يلقى فيه أحداً إلا قتله، فلقي في ذلك اليوم ابن رألان وصاحبيه، فأخذتهم الخيل بالثوية، فأتى بهم المنذر - الثوية: موضع بالحيرة - وقال المنذر: اقرعوا فأيكم قرع خليت عنه وقتلت الباقيين، فاقترعوا فقرعهم جابر، فخلى سبيله وقتل صاحبيه، فلما رآهما ابن رألان يقادان ليقتلا قال: من عز بز (٣) فأرسلها مثلاً؛ وقال جابر في ذلك (٤) :


(١) المثل في جمهرة العسكري ١: ٣٤ والميداني ١: ١٩ والمستقصى ١٥١.
(٢) جمهرة العسكري ١: ٥٧٩ والميداني ١: ٢٧٥.
(٣) معنى المثل: من غلب سلب؛ انظر جمهرة العسكري ٢: ٢٨٨ والفاخر: ٧٢ والزاهر: ١: ٤٥٦ والميداني ٢: ١٧٤ والمستقصى: ٣١٤ واللسان (بزز) والوسيط: ١٥٣ والتلخيص للعسكري: ١٩٥ والخزانة ١: ٣٢٤.
(٤) الشعر في الفاخر: ٧٣.

<<  <   >  >>