كتاب أمثال العرب ت إحسان عباس

وانصرف وقال سد ابن بيض الطريق (١) فأرسلها مثلاً.

وقد ذكر ذلك شعراء العرب وقالوا فيه، قال عمرو بن أسود الطهوي (٢) :

سددنا كما سد ابن بيضٍ سبيله ... فلم يجدوا فرط (٣) الثنية مطلعا وقال عوف بن الاحوص العامري (٤) :

سددنا كما سد ابن بيض فلم يكن ... سواها لذي احلام قومي مذهب وقال المخبل السعدي (٥) :

لقد سد السبيل أبو حميد ... كما سد المخاطبة ابن بيض (٦)

- ٦٣ -

زعموا أن رجلاً من عاد كان لبيباً حازماً يقال له جد نزل على رجل من عاد وهو مسافر فبات عنده، ووجد عنده أضيافاً قد اكثروا من الطعام والشراب قبله، وإنما طرقهم جد طروقاً، وبات وهو يريد الدلجة من عندهم بليل، ففرش لهم رب البيت مبناةً - والمبناة: النطع - فناموا عنده، فسلح بعض القوم الذين كانوا

(١) جمهرة العسكري ١: ٥١٩ وفصل المقال: ٣٥١ والأغاني ١٢: ٤٠ (دار الكتب) والميداني ١: ٢٢ والعقد ٣: ١٢٥ والعبدري: ٢٧٠.
(٢) عمرو بن أسود الطهوي أخويني طهية ثم آحد بني عبد الله بن سعيدة بن عوف شاعر فارس، والبيت من قصيدة أورد بعضها الآمدي في المؤلف: ٥٠ وانظر اللسان والتاج (بيض) وكتب الأمثال في الحاشية السابقة.
(٣) فصل الماقل: عند.
(٤) كان عوف سيداً من سادات بني عامر شهد يومي جبلة ورحرحان ولقب الجزار لأنه جز ناصية معاوية ابن الجون وله من القصائد المفضلية رقم ٣٥، ٣٦، ١٠٧ وبيته المذكور هنا ورد في التاج (بيض) وكتب الأمثال، (انظر ترجمته في معجم المرزباني: ١٢٣) .
(٥) البيت في كتب الأمثال والأغاني ١٣: ١٩٥.
(٦) ابو حميد هو بغيض بن شماس.