للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صرامته، آية من آيات ربه، إلى أن رماه [الله] سريعا بحتفه، وأماته ببلنسية حتف أنفه؛ وكان - لعنه الله - منصور العلم، مظفرا على طوائف العجم، لقي زعماءهم مرارا كغرسية المنبوز بالفم المعوج، ورأس الافرنج، وابن رذمير، ففل حد جنودهم، وقتل بعدده اليسير كثير عديدهم، وكان - زعموا - تدرس بين يديه الكتب، وتقرأ عليه سير العرب، فإذا انتهى إلى أخبار المهلب استخفه الطرب، وطفق يعجب منها ويتعجب.

وفي بلنسية [يومئذ] يقول أبو اسحاق ابن خفاجة:

عاثت بساحتك العدا يا دار ومحا محاسنك البلى والنار

فإذا تردد في جنابك ناظر طال اعتبار فيك واستعبار

أرض تقاذفت الخطوب بأهلها وتمخضت بخرابها الأقدار

كتبت يد الحدثان في عرصاتها " لا أنت أنت ولا الديار ديار "

وتجرد أمير المسلمين - رحمه الله - لما بلغه هذا النبأ الفظيع، واتصل به هذا الرزء الشنيع، فكانت قذى أجفانه، وجماع شانه، وشغل يده ولسانه، يسرب إليها الرجال والأموال، وينصب عليها الحبائل والحبال، والحرب هنالك سجال، والحال بين العدو وبين عساكر أمير

<<  <  ج: ص:  >  >>