للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجماعة والفتنة، وفرع أدبه، وجاد شعره، وعلا شأنه، وانطلق لسانه، فذهب به العجب كل مذهب، وهون عنده كل مطلب. وكان علقه من عبد الله بن أحمد بن المكوي أحد حكام قرطبة ظفر أحجن أداه إلى السجن فألقى نفسه يومئذ على أبي الوليد ابن جمهور في حياة والده أبي الحزم، فتشفع له وانتشله من نكبته، وصيره في صنائعه. ولما ولي الأمر بعد والده نوه به وأسنى خطته، وقدمه في الذين اصطنعهم لدولته، وأوسع رابته، وجلله كرامةً لم تقنعه، زعموا. واتفق أن عن له مطلب بحضرة إدريس بن علي الحسني بمالقة فأطال الثواء هنالك، واقترب من إدريس، وخف على نفسه، وأحضره مجالس أنسه. فعتب عليه ابن جهور، [وصرفه عن ذلك التصرف قبل قفوله، ثم عاد إلى جميل رأيه فيه] ، وصرفه في السفارة بينه وبين رؤساء الأندلس فيما يجري بينهم من التراسل والمداخلة؛ فاستقل بذلك لفضل ما أوتيه من اللسن والعارضة

<<  <  ج: ص:  >  >>