للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكانت ولاية أبي العباس السفاح، وهو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس في الكوفة في ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وسكن الأنبار والياً إلى أن مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين، ومات وله ثلاث وثلاثون سنة، فكانت ولايته أربع سنين وثمانية أشهر.

وأمه: ريطة بنت عبيد [الله] (١) بن عبد الله بن عبد المدان الحارثية، من بني الحارث بن كعب، كانت قبله (٢) تحت الحجاج بن عبد الملك بن مروان، فولدت له عبد العزيز بن الحجاج، وكان أخا بني العباس لأمه، ثم خلف عليها بعد أخوه عبد الله بن عبد الملك بن مروان، فولدت له ابنةً أدركت ولاية العباس وكان يكرمها. وفي ولاية أبي العباس استعرض (٣) ابن أخيه إبراهيم (٤) أهل الموصل في الجامع إلى أن كسروا المقصورة، وأخذوا العيدان، وصدموا الجند، فأخرجوهم (٥) ، فنجوا؛ وكان منهم ابن زريق جد صدقة الأزدي.

[ولاية المنصور أبي جعفر]

وولي بعد السفاح أخوه: المنصور، وهو أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس؛ بويع إذ مات أخوه، وهو بنى بغداد،


(١) زيادة من الجمهرة: ١٨، والطبري ٩: ١٥٤.
(٢) أي قبل محمد بن علي والد أبي العباس السفاح.
(٣) استعرض الناس: قتلهم ولم يسأل عن حال أحد ولم يبال من قتل منهم.
(٤) هو إبراهيم بن يحيى بن محمد؛ ويحيى أخو أبي العباس السفاح، ولم يعقب إلا إبراهيم هذا.
(٥) في الجمهرة: ١٨ " فأفرجوا لهم " بدل " أخرجوهم "، والخبر في الجمهرة أوضح قال: "..... إبراهيم بن يحيى، هو الذي قتل أهل الموصل، واستعرضهم بالسيف يوم الجمعة؛ فلم ينج منهم إلا نحو أربعمائة رجل، صدموا الجند، فأفرجوا لهم، ثم أمر بأن لا يبقى بالموصل ديك إلا يذبح، ولا كلب إلا يعقر. "

<<  <   >  >>