للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن بني جمح: أمية، وأبي، ابنا خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن هصيص بن كعب بن لؤي.

وأنيس (١) بن [معير] (٢) بن لوذان بن سعد بن جمح، أخو أبي محذورة.

والحارث بن الطلاطلة الخزاعي.

وعدي بن الحمراء الثقفي.

فاشتد هؤلاء ورؤساء سائر قبائل قريش على من أسلم منهم، يعذبون من لا منعة عنده، ويؤذون من لا يقدرون على عذابه، والإسلام على هذا يفشو في الرجال والنساء.

ولقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من العذاب أمراً عظيماً. ورزقهم الله تعالى على ذلك من الصبر أمراً عظيماً، لما ذخر الله عز وجل لهم في الآخرة من الكرامة، (٣) فطعن الفاسق عدو الله أبو جهل سمية أم عمار بن ياسر بحربة في قبلها فقتلها، رضوان الله عليها.

وكان سادات بلال من بني جمح يأخذونه ويبطحونه على الرمضاء في حر مكة، يلقون على بطنه الصخرة العظيمة، ثم يأخذونه ويلبسونه في ذلك الحر الشديد درع حديد، ويضعون في عنقه حبلاً، ويسلمونه إلى الصبيان يطوفون به، وهو في كل ذلك صابر محتسب، لا يبالي بما لقى في ذات الله تعالى، رضوان الله عليه.


(١) في الأصل: أنس، والتصحيح عن الجمهرة: ١٥٣ وابن سيد الناس، وأسد الغابة في ترجمة أبي محذورة، ولم يذكره ابن هشام في المؤذين والمستهزئين.
(٢) بياض بالأصل، والتكملة عن ابن سيد الناس وأسد الغابة والجمهرة: ١٥٣.
(٣) قابل هذه العبارة، من قوله " ولقي أصحاب رسول الله.. الكرامة ". بقول أبي عمر بن عبد البر كما نقله ابن سيد الناس ١: ١١١ " ولقي المسلمون من كفار قريش وحلفائهم من الأذى والعذاب والبلاء عظيماً ورزقهم الله من الصبر على ذلك عظيماً، ليدخر لهم ذلك في الآخرة ويرفع به درجاتهم في الجنة ".

<<  <   >  >>