للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ولاية المعتمد]

وولي بعد المهتدي ابن عمه لحا: أبو العباس أحمد بن جعفر المتوكل، فأقام والياً إلى أن مات، فكانت ولايته ثلاثاً وعشرين سنة، ومات لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين، وله خمسون سنة.

أُمه أُمُّ ولد، اسمها: فتيان (١) .

وفي أيامه قتل أخوه أبو أحمد الموفق صاحب الزنج القائم بهدم الإسلام.

والمعتمد أول خليفة تغلب عليه، ولم ينفذ له أمر ولا نهي (٢) .

ولم يكن بيده من أمر الخلافة إلا الاسم فقط (٣) .

[ولاية المعتضد]

وولي بعد المعتمد ابن أخيه: أبو العباس أحمد بن أبي أحمد بن طلحة بن المتوكل، فأقام والياً إلى أن مات لسبع بقين من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين، فكانت ولايته عشر سنين غير شهرين وأيام، ومات وله ست وأربعون سنة (٤) ، وكان يتشيع، ورجع إلى بغداد وسكنها، ولم يحج قط، لا هو ولا أحد بعده من الخلفاء إلى زماننا إلى أن نقطع عنده إن شاء الله تعالى التأليف عند آخرهم.

أُمه أُم ولد، اسمها: ضِرار.

وفي أيامه ظهرت دعوة الكفر بقرامطة البحرين، وفي بلاد إفريقية وباليمن، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

[ولاية المكتفي]

وولي بعد المعتضد ابنه: أبو محمد علي بن أحمد؛ فأقام والياً إلى أن مات عَشية يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت لذي القعدة سنة أربع وتسعين ومائتين. وكانت مدة


(١) في الأصل: قتبان، وصوابها من الجمهرة: ٢٣، والمحبر لابن حبيب: ٤٤ وابن العمراني: ١٣٧ وابن الكازروني: ١٦١ وتاريخ محمد بن يزيد: ٤٥.
(٢) ابن العمراني: ١٣٧ ولم يبق للمعتمد على الله تصرف في أمر من الأمور، وإنما كان مستهتراً بالشراب لا يبح من الجوسق بسامراء ولا يخرج منه إلا إلى متصيد أو متنزه.
(٣) يريد أن السلطة الفعلية كانت بيد أخيه أبي أحمد الموفق طلجة.
(٤) ابن العمراني (١٤٨) وكان ابن خمس وأربعين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>