للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجوز على الله تَعَالَى الصّفة بسخي وَجَاز عَلَيْهِ الصّفة بكبير وأصل الْكَبِير بكر الجثة أَي كَبِير الشَّأْن قُلْنَا السخي مصرف من السخاوة كتصريف الْحَكِيم من الْحِكْمَة وكل مصرف من أَصله فَمَعْنَاه فِيهِ وَأما الْمَنْقُول فَلَيْسَ كَذَلِك لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَة الأسم الْعلم فِي أَنه لَا يكون فِيهِ معنى مَا نقل عَنهُ وَإِنَّمَا يُوَافقهُ فِي اللَّفْظ فَقَط وَيجوز أَن يكون أصل الْجواد إِعْطَاء الْخَيْر وَمِنْه فرس جواد وَشَيْء جيد كَأَنَّهُ يُعْطي الْخَيْر لظُهُوره فِيهِ واجاد فِي أمره غذا أحكمه لإعطاء الْخَيْر الَّذِي ظهر فِيهِ

الْفرق بَين الْجواد والواسع

أَن الْوَاسِع مُبَالغَة فِي الْوَصْف بالجود وَالشَّاهِد أَنه نقيض قَوْلهم للبخيل ضيق مُبَالغَة فِي الْوَصْف بالبخل وَهَذَا فِي أَوْصَاف الخق مجَاز لِأَن المُرَاد أَن عطاءه كثير وَقَالَ بَعضهم هُوَ فِي صِفَات الله تَعَالَى بِمَعْنى أَنه الْمُحِيط بالأشياء علما من قَوْله تَعَالَى (وسع كل شَيْء علما) وَله وَجه آخر فِي اللغه وَهُوَ أَن يكون مأخوذا من الوسع وَهُوَ قدر مَا تسع لَهُ الْقُوَّة وَهُوَ بِمَنْزِلَة الطَّاقَة وَهُوَ نِهَايَة مَقْدُور الْقَادِر فَلَا يَصح ذَلِك فِي الله تَعَالَى

الْفرق بَين الْجواد والندي

ان الندي اسْم للجواد الَّذِي ينَال الْقَرِيب والبعيد فيبعد مذْهبه مشبه بندى الْمَطَر لبعد مذْهبه وَفُلَان أندى صَوتا من فلَان أَي أبعد مذهبا والمنديات المخزيات الَّتِي يبعد بهَا الصَّوْت وَاحِدهَا مندية وَقَالَ الْخَلِيل الندى لَهُ وُجُوه ندى المَاء وندى الْخَيْر وندى الشَّرّ وندى الصَّوْت قَالَ الشَّاعِر من الطَّوِيل

(بعيد ندى التغريد أرفع صَوته ... سجيل وَأَدْنَاهُ شحيج محشرج)

الْفرق بَين الكوم والجود

أَن الْجُود هُوَ الَّذِي ذَكرْنَاهُ وَالْكَرم يتَصَرَّف

<<  <   >  >>