للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَن يكون مَعَه خوف وَلِهَذَا لَا يجوز إِضَافَته إِلَى الْقلب فَيُقَال خضع قلبه وَقد يجوز أَن يخضع الْإِنْسَان تكلفا من غير أَن يعْتَقد أَن المخضوع لَهُ فَوْقه وَلَا يكون الْخُشُوع كَذَلِك وَقَالَ بَعضهم الخضوع قريب الْمَعْنى من الْخُشُوع إِلَّا أَن الخضوع فِي الْبدن وَالْإِقْرَار بالاستجداء والخشوع فِي الصَّوْت

الْفرق بَين التَّوَاضُع والتذلل

أَن التذلل إِظْهَار الْعَجز عَن مقاومة من يتذلل لَهُ والتواضع إِظْهَار قدرَة من يتواضع لَهُ سَوَاء كَانَ ذَا قدرَة على التَّوَاضُع أَو لَا أَلا ترى أَنه يُقَال الْملك متواضع لخدمة أَي يعاملهم مُعَاملَة من لَهُ عَلَيْهِم قدرَة وَلَا يُقَال يتذلل لَهُم لن التذلل إِظْهَار الْعَجز عَن مقاومة المتذلل لَهُ وَأَنه قاهر وَلَيْسَت هَذِه صفة الْملك مَعَ خدمَة

الْفرق بَين التذلل والذل

أَن التذلل فعل الْمَوْصُوف بِهِ وَهُوَ إِدْخَال النَّفس فِي الذل كالتحلم إِدْخَال النَّفس فِي الْحلم والذليل الفعول بِهِ الذل من قبل غَيره فِي الْحَقِيقَة وَإِن كَانَ من جِهَة اللَّفْظ فَاعِلا وَلِهَذَا يمدح الرجل بِأَنَّهُ متذلل وَلَا يمدح بِأَنَّهُ ذليل لِأَن تذلله لغيره اعترافه لَهُ وَالِاعْتِرَاف حسن وَيُقَال الْعلمَاء متذللون لله تَعَالَى وَلَا يُقَال أذلاء لَهُ سُبْحَانَهُ

الْفرق بَين الذل والضعة

أَن الضعة لَا تكون إِلَّا بِفعل الْإِنْسَان بِنَفسِهِ وَلَا يكون بِفعل غَيره وضعيا كَمَا يكون بعفل غَيره ذليلا وَإِذا

غَلبه غَيره قيل هُوَ ذليل وَلم يقل هُوَ وضيع وَيجوز أَن يكون ذليلا لِأَنَّهُ يسْتَحق الذل كالمؤمن يصير فِي ذل الْكفْر فيعيش بِهِ ذليلا وَهُوَ عَزِيز فِي الْمَعْنى فَلَا يجوز أَن يكون الوضيع رفيعا

الْفرق بَين الذل وَالصغَار

أَن الصغار هُوَ الِاعْتِرَاف بالذل وَالْإِقْرَار بِهِ وَإِظْهَار صغر وخلافه الْكبر وَهُوَ إِظْهَار عظم الشَّأْن وَفِي الْقُرْآن (سيصيب الَّذين أجرموا صغَار عِنْد الله) وَذَلِكَ أَن العصاة بِالآخِرَة مقرون بالذل معترفون بِهِ وَيجوز أَن يكون ذليل لَا يعْتَرف بالذل

<<  <   >  >>