للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فِي رميه وَإِن كَانَ رميه قبيحا فَالصَّوَاب لَا يكون إِلَّا حسنا والإصابة تكون حَسَنَة وقبيحة فَالصَّوَاب لَا يكون إِلَّا حسنا والإصابة تكون حَسَنَة وقبيحة والخاطىء فِي الدّين لَا يكون إِلَّا عَاصِيا لِأَنَّهُ قد زل عَنهُ لقصده غَيره والمخطىء يُخَالِفهُ لِأَنَّهُ قد زل عَمَّا قصد مِنْهُ وَكَذَلِكَ يكون المخطىء من طَرِيق الِاجْتِهَاد مُطيعًا لِأَنَّهُ قصد الْحق واجتهد فِي إِصَابَته

الْفرق بَين الْخَطَإِ والغلط

أَن الْغَلَط هُوَ وضع الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه وَيجوز أَن يكون صَوَابا فِي نَفسه وَالْخَطَأ لَا يكون صَوَابا على وَجه مِثَال ذَلِك أَن سَائِلًا لَو سَالَ عَن دَلِيل حَدِيث الْأَغْرَاض فَأُجِيب بِأَنَّهَا لَا تَخْلُو من المتعاقبات وَلم يُوجد قبلهَا كَانَ ذَلِك خطأ لِأَن الْأَعْرَاض لَا يَصح ذَلِك فِيهَا وَلَو أُجِيب بِأَنَّهَا على ضَرْبَيْنِ مِنْهَا مَا يبْقى وَمِنْهَا مَا لَا يقى كَانَ ذَلِك غَلطا لم يكون خطأ لِأَن الْأَعْرَاض هَذِه صفتهَا إِلَّا أَنَّك قد وضعت هَذَا الْوَصْف لَهَا فِي غير مَوْضِعه وَلَو كَانَ خطأ لَكَانَ الْأَعْرَاض لم تكن هَذِه حَالهَا لِأَن الْخَطَأ مَا كَانَ الصَّوَاب خِلَافه وَلَيْسَ الْغَلَط مَا يكون الصَّوَاب خِلَافه بل هُوَ وضع الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه قَالَ بَعضهم الْغَلَط أَن يهسى عَن تَرْتِيب الشَّيْء وإحامه وَالْخَطَأ أَن يسهى عَن فعله أَو أَن يوقعه من غير قصد لَهُ وَلَكِن لغيره

الْفرق بَين اللّحن والخطإ

أَن اللّحن صرفك الْكَلَام عَن جِهَته ثمَّ صَار اسْما لَازِما لمُخَالفَة الْإِعْرَاب وَالْخَطَأ إِصَابَة خلاف مَا يقْصد وَقد يكون فِي القَوْل وَالْفِعْل واللحن وَلَا يكون إِلَّا فِي القَوْل وَتقول لحن فِي كَلَامه وَلَا يُقَال لحن فِي فعله كَمَا يُقَال أَخطَأ فِي فعله إِلَّا على اسْتِعَارَة بعيدَة ولحن القَوْل مَا دلّ عَلَيْهِ القَوْل وَفِي الْقُرْآن (ولتعرفنهم فِي لحن

القَوْل) وَقَالَ ابْن الانباري لحن القَوْل معنى القَوْل ومذهبه واللحن أبضا اللُّغَة يُقَال هَذَا بلحن الْيمن والحن بِالتَّحْرِيكِ الفطنة وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام فَلَعَلَّ بَعْضكُم بحجته

<<  <   >  >>