للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفرق بَين مَا يضاد الْقُدْرَة ويخالفها

الْفرق بَين الْعَجز وَالْمَنْع

أَن العجزت يضاد الْقُدْرَة مضادة التّرْك وَيتَعَلَّق بمتعلقها على الْعَكْس وَالْمَنْع مَا لأجلة يتَعَذَّر الْفِعْل على

الْقَادِر فَهُوَ يضاد الْفِعْل ولايس يضاد الْقُدْرَة بل لَيْسَ يُسمى منعا إِلَّا إِذا كَانَ مَعَ الْقُدْرَة فَلَيْسَ هُوَ الْعَجز فِي شَيْء

الْفرق بَين الْمَنْع والكف

أَن الْمَنْع مَا ذكرنَا والكف على مَا ذكرنَا بَعضهم يسْتَعْمل فِي الامتناعت عَمَّا تَدْعُو إِلَيْهِ الشَّهْوَة قَالَ والامساك مثله يُقَال كف عَن زِيَادَة فلَان وَأمْسك عَن الإفطارت وَلَيْسَ الْأَمر كَمَا قَالَ بل يسْتَعْمل الْإِمْسَاك والكف فِي مَا تَدْعُو اليه الشَّهْوَة وَفِي مَا لَا تَدْعُو اليه يُقَال كف عَن الْقِتَال كَمَا يُقَال كف عَن شرب المَاء وَأمْسك عَن ذَلِك أَيْضا يُقَال كفق عَن الْقِتَال كَمَا يال كف عَن شرب المَاء وَأمْسك عَن ذَلِك أَيْضا وأصل الْإِمْسَاك حبس النَّفس عَن الْفِعْل وَمِنْه المساكت وَهُوَ مَكَان يمكسكت المَاء أَي يحْبسهُ وَالْجمع والمسكة السوار سمي بذلك لِأَنَّهُ يلْزم المععم فَهُوَ كالمحبوس فِيهِ والماسكتة جلدَة تكون على وَجه الْوَلَد فِي بطن أمه لِأَنَّهَا مُحِيطَة بِهِ كإحاطة الْحَبْس بالمحبوس واستمسك الشَّيْء وتماسك: انه بعضه احْتبسَ على بعض ونقيض الاستمساك الاسترسال ونقيض الامساك الْإِرْسَال وَاصل الْكَفّ الانقباض والتجمع وَمِنْه سميت الْكَفّ كفا لِأَنَّهَا تقبض على الْأَشْيَاء وتجتمع وَيُقَال جاءنيب النَّاس كَافَّة أَي جميعيا فالكف عَن الْفِعْل هُوَ الِامْتِنَاع عَن مُوالَاة الْفِعْل وإيجاده حَالا بعد حَال خلاف الانبساط فِيهِ وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِك لِأَن أَصله الانقباض وَخلاف الانقباض الانبساط والامساك حبس النَّفس عَن الْفِعْل على مَا ذكرنَا فَالْفرق بَينهمَا بَين

الْفرق بَين الْكَفّ وَالتّرْك

أَن التّرْك عَن الْمُتَكَلِّمين فعل أحد الضدين اللَّذين يقدر عَلَيْهِمَا الْمُبَاشر وَقَالَ بَعضهم كل شَيْئَيْنِ تضادا وَقدر عيهما بقدرة وَاحِدَة مَعَ كَون وَقت وجودهما وَقَالَ بَعضهم كل شَيْئَيْنِ تضادا وَقدر عَلَيْهِمَا بقدرة وَاحِدَة مَعَ كَون وَقت وجودهما وقتا وَاحِدًا وَكَانَا يحلان مَحل الْقُدْرَة وَانْصَرف الْقَادِر بِفعل أَحدهمَا عَن الآخر سمي الْمَوْجُود ومنهما تركا وَمَا لم

<<  <   >  >>