للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"هذا ضعيف، وهو بمنزلته في غير الشعر؛ لأن النصب لا يكسر البيت ولا يخل به ترك إظهار الهاء"١.

ولا يبعد مفهوم ابن مالك (ت ٦٧٢هـ) للضرورة عن مفهوم سيبويه المتقدم وهو أن الضرورة: ما لا مندوحة للشاعر عنه بحيث لا يمكن الاتيان بعبارة أخرى.

صرَّح بهذا في شرح التسهيل وشرح الكافية الشافية.

فوصل "أل" بالمضارع - على سبيل المثال - جائز عنده اختياراً لكنه قليل، فذكر أن قول الفرزدق:

ما أنتَ بالحكمِ التُرضى حكومته ... ولا الأصيلِ ولا ذي الرأي والجدلِ٢

وقول ذو الخِرَق الطهوي ٣:

يقول الخنا وأبغض العجم ناطقاً ... إلى ربنا صوت الحمار اليجدعُ٤


١ الكتاب ١/٤٤.
٢ البيت من "البسيط" من أبيات قالها في هجاء رجل من بني عذرة كان قد فضل جريراً عليه.
والحكم: الذي يحكّمه الخصمان ليفصل بينهما. والأصيل: الحسيب. والجدل: شدة الخصومة والقدرة على غلبة الخصم.
والبيت في: الإنصاف ٢/٥٢١، المقرب ١/٦٠، شرح شذور الذهب ١٦، تخليص الشواهد ١٥٤، شرح ابن عقيل ١/١٥٧، التصريح ١/٣٨، ١٤٢، الخزانة ١/٣٢، الدرر ١/٢٧٤.
٣ اسمه خليفة بن حمل بن عامر بن حنظلة. شاعر جاهلي. (المؤتلف والمختلف ١٠٩، الخزانة ١/٤٤) .
٤ من "الطويل".
الخنا: الفاحش من الكلام. والعجم: جمع أعجم أو عجماء وهو الحيوان؛ لأنه لا ينطق.
اليُجدَّع: هو الذي قطعت أذناه؛ فإن صوت الحمار حالة تقطع أذنه أكثر وأقبح، لما يقاسيه من الألم.
انظر: نوادر أبي زيد ٢٧٦، أمالي السهيلي ٢١، المقاصد النحوية ١/٤٦٧، الهمع ١/٢٩٤، الخزانة ١/٣١، ٣٤، ٣٥، ٥/٤٨٢، الدرر ١/٢٧٥.

<<  <   >  >>