للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حذف الياء والاستغناء بالكسر عنها]

...

حذف الياء والاستغناء بالكسرة عنها:

تقدم أن من ضرائر الشعر الحذف، ومن الحذف حذف الياء من "قاضي" و"جاري" وبابهما في حال الإضافة، والتعريف بالألف، واللام تشبيهاً بما ليس فيه ذلك؛ أي تشبيهاً للألف، واللام، والإضافة بما عاقبتاه وهو التنوين، فكما تحذف الياء مع التنوين كذلك تحذف مع الألف، واللام، والإضافة١.

قال الأعشى:

وأخو الغوانِ متى يشأ يَصْرِ مْنَهُ ... ويَصِرْنَ أعداءً بُعَيْد ودادِ٢

فقد حذف الياء واجتزأ بالكسرة عنها حين شبّه الألف، واللام بالتنوين؛ لأنهما يتعاقبان، فحكم لهذا بحكم ما عاقبه٣.

فإذا ما جئنا لنطبق هذا على ألفية ابن مالك وجدنا الناظم يفعله أحياناً فيحذف الياء ويستغني عنها بالحركة المجانسة لها في آخر الكلمة وهي الكسرة، كما قال في باب "أعلم وأرى":

وما لمفعوليْ علمتُ مطلقاً ... للثانِ والثالثِ أيضاً حُقِّقا٤


١ انظر: الأصول ٣/٤٥٦، شرح الجمل ٢/٥٧٩.
٢ من "الكامل".
في الديوان: "وأخو النساء" ولا شاهد فيه حينئذ.
وصف النساء بالغدر وقلة الوفاء والصبر فيقول: من كان شغوفاً بهن مواصلاً لهن إذا تعرض لصرمهنَّ سارعن إلى ذلك لقلة وفائهن. وأراد: متى يشأ صرمهن يصرمنه، فحذف.
والغواني: جمع غانية وهي التي غنيت بشبابها وحسنها عن الزينة.
والبيت في: الديوان ١٧٩، الكتاب ١/١٠، الأصول ٣/٤٥٧، الخصائص ٣/١٣٣، المنصف ٢/٧٣، الإنصاف ١/٣٨٧.
٣ انظر: ضرائر الشعر ١٢٠، ١٢١.
٤ الألفية، ص٢٢.

<<  <   >  >>