للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المحكم الصنعة الذي لا يقرن به غيره.

السواد (١) :

سواد الكوفة: كسكر إلى الزاب إلى عمل حلوان إلى القادسية، وسواد البصرة: الأهواز وفارس ودهستان، وهذه كلها من أرض العراق.

وعن الشعبي (٢) : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعث عثمان بن الأحنف، فمسح السواد فوجده ستة وثلاثين ألف ألف جريب، يعني موضع الغلة فيه، وأما على تكسير الذراع فمائتا ألف ألف وخمسة وعشرون ألف ألف جريب، فوضع منها بالتخمين آكاماً وآجاماً وسباخاً وطرقاً ومجاري أنهار ومواضع المدن والقرى الثلاث، ويبقى بعد ذلك مائة ألف ألف وخمسة وسبعون ألف ألف جريب، وكان قيمة ما يلزم كل جريب من الخراج على التخمين درهمين، وذلك أقل من العشر، وإذا أضيف ذلك إلى خراج أهل الذمة بلغ من الورق مائة ألف ألف وخمسين ألف ألف درهم، فقيل وضع عليه عمر رضي الله عنه درهماً واحداً وقفيزاً، فجبى عمر رضي الله عنه السواد من الورق مائة ألف ألف درهم وثمانية وعشرين ألف ألف درهم، وجباه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه مائة ألف ألف وأربعة وعشرين ألف ألف، وجباه الحجاج بظلمه وعسفه ثمانية عشر ألف ألف، ومنع أهل السواد ذبح البقر ليكثر الحرث والزرع، فقال الشاعر:

شكونا إليه خراب العراق ... فحرم فينا لحوم البقر

وكان كما قال من قبلنا ... أريها السهى وتريني القمر وقد كانت هيت وعانات أيام الفرس داخلة في حد السواد من طسوج الأنبار (٣) إلى أن بلغ أنوشروان أن طائفة من العرب أغارت من ماء قريب من حد السواد إلى البادية فأمر بحفر خندق من هيت حتى يأتي كاظمة مما يلي البصرة وينفذ إلى البحر ليكون ذلك مانعاً لمن أراد السواد، والسواد اثنتا عشرة كورة.

سورا (٤) :

مدينة بناحية السواد، حسنة متوسطة القدر ذات سور وأسواق، وبها عمارة كافية ونخيل وأشجار وبساتين وفواكه جمة وزراعات واسعة، ومنها ينصب الفرات فيما يحاذي قصر ابن هبيرة، وبها قبر الحسين بن علي رضي الله عنهما، وله مشهد عظيم في أوقات من السنة.

سواكن (٥) :

مدينة بقرب جزيرة عيذاب، وهي ذات مرسى، ومنها تسير السفن إلى مدينة سواكن، وهي مدينة عامرة في ساحل بلاد البجاة وبلاد الحبشة، وفيها متاجر، ويخرج منها رقيق البجاة والحبشة واللؤلؤ الجيد، وفيها قطاط برية في عظم الكلب الكبير تؤذي الناس، وهناك دابة من دواب البحر يقال له الطلوم (٦) لها فرج كفرج المرأة وثديان كثدييها يقع عليها الملاحون، وتسير منها السفن إلى جزيرة باضع، وهي أيضاً في ساحل البجاة والحبشة وأهلها مسلمون.

سواق (٧) :

مدينة بالهند على ساحل البحر بها أشجار الساج وغيره، ولهذه الأشجار أوراق عراض، كل ورقة تقطع للرجل سراويل، فإذا طلعت منها شجرة من الأرض استوت في السماء صاعدة لا يخرج لها شيء من الأغصان البتة مقدار مائة وعشرين ذراعاً، وورقها في رأسها، ويبلغ ثمن كل ساجة خمسمائة دينار إلى ستمائة.

وقال أبو خراسان مولى صالح بن الرشيد: كان مولاي صالح بن الرشيد على البصرة، فلما أحدث جبريل بن بختيشوع داره التي في الميدان ببغداد سأل صالح بن الرشيد أن يهدي له خمسمائة ساجة، فكانت الساجة بثلاثة عشر ديناراً، فاستعظم مولاي المال وقال: أما خمسمائة فلا، ولكنني أكتب في حمل مائتي ساجة إليك، فقال جبريل: ليست بي حاجة إليها، قال أبو خراسان: فقلت لسيدي: أرى جبريل سيدبر عليك تدبيراً بغيضاً، فقال سيدي: جبريل أهون علي من كل هين لأني لا أشرب له دواء ولا أقبل له علاجاً. ثم استزار مولاي صالح أمير المؤمنين المأمون فلما استوى المجلس بالمأمون، قال له جبريل: أرى وجهك


(١) مثل هذا التحديد تجده عند ياقوت (السواد) .
(٢) ابن رسته: ١٠٤ - ١٠٥، ١٠٧، وابن خرداذبه: ١٤ - ١٥، وقارن بياقوت.
(٣) ص ع: بعد طرح الأنهار.
(٤) قارن بالمقدسي: ١١٧، والمؤلف ينقل عن نزهة المشتاق: ٢٠٢.
(٥) قارن بياقوت (سواكن) ، وتقويم البلدان: ٣٧٠، ونخبة الدهر: ١٥١.
(٦) قارن بما في تخبة الدهر: ١٥٨، اللطم.
(٧) كذا ورد هذا الاسم في ص ع، ولم أستطع التثبيت من صحته.

<<  <   >  >>