للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فرَبر (١) :

مدينة بينها وبين بخارى ثلاث مراحل، وهي من البلاد التي خلف النهر من بلاد خُراسان، وبينها وبين جيحون نحو ميل، وهي مدينة حسنة صغيرة كثيرة الجبايات كثيرة الخصب والخير، ولها قرى عامرة ورساتيق، وهي مضمومة بجملتها إلى بخارى.

ومن فَرَبْر محمد بن يوسف الفَربري (٢) راوية كتاب البخاري، عنه، جاء عنه أنه كان يقول: سمع كتاب الصحيح لمحمد بن اسماعيل تسعون ألفاً فما بقي أحدٌ يرويه غيري.

فِرّيش (٣) :

موضع بالأَندلس بين الجوف والغرب من قرطبة، فيها معدن رخام، والغالب على أشجارها القصطل، وبها معادن حديد، وتتصل أحواز فِرّيش بأحواز فحص البلوط، وبينها وبين قرطبة مرحلتان، وبها قرية تُعْرَف بقسطنطينة كانت مدينة عظيمة أولية، وفيها آثار كنائس ويقال إنها بنيت في أيام قسطنطين ملك الروم، وبينها وبين قرطبة أربعون ميلاً.

فرْنجولش (٤) :

بالأَندلس بقرب حصن المدور. وهي مدينة جليلة كثيرة الكروم والأشجار، ولها بمقربة منها معادن الذهب والفضة بموضع يعرف بالمرج.

فروجة (٥) :

مدينة بالمغرب، بينها وبين مراكش مرحلة، وهي في بطحاء كثيرة المياه والفواكه والخيرات.

فرغانة:

في خُراسان، بينها وبين سمرقند ثلاثة وخمسون فرسخاً، كان أنوشروان (٦) بناها ونقل إليها من كل بيت قوماً، وفرغانة اسم الاقليم، وهو عريض موضوع على سبع مدائن، واسمها بالعجمية اخشيكث، وقيل أن فرغانة اسم الكورة، واسم قصبتها (٧) اخشيكث، وهي على شط نهر الشاش على أرض مستوية، بينها وبين الجبل نحو نصف فرسخ، وهي على شمال النهر، ولها ربض كبير عليه سور، وقهندزها في المدينة، ودار الإمارة والحبس في القهندز، ومصلَّى العيد على النهر، ومقدارها في الكبر ثلاثة فراسخ، وفي مدينتها وربضها مياه جارية مقدار فرسخين، وأسواقها في ربضها ومدينتها جميعاً، وحذاء ما وراء النهر مروج ومزارع كثيرة، وبفرغانة معادن الذهب والفضة بناحية أخشيكث، ولها مدن كثيرة، وفي بعضها جبال بلق مؤلفة قطعةً سوداء حالكة، وأخرى حمراء قانية، وأخرى صفراء فاقعة، وفي جبال فرغانة شجر الطبرخون الذي يحمل بزرها إلى الآفاق، وهو ضرب من الترنجبين، ويحمل منها النوشادر.

[فزان:]

أظنه بين طرابلس وقابس (٨) ، فيها قتل يحيى بن إسحاق الميورقي قراقشَ الأرمني مملوك تقي الدين أخي السلطان صلاح الدين بن أيوب، وكان دخل إفريقية من مصر في أخْريات المائة السادسة، فملك طرابلس وقابس وبعُد صيته وفض الجموع، ثم إنه اصطلح مع يحيى بن إسحاق الميورقي الطويل الفتنة ليعتضدا على ما كان بسبيله، وكان قراقش قد قتل جمعاً من أكابر دباب فغدروا به، وأمكنوا منه الميورقي، فضرب عنقه بفزان وصلبه هنالك.

فكان (٩) :

مدينة على مرحلتين من أسلن (١٠) من أحواز تلمسان بالمغرب، وعلى فكان النزول، وهي مدينة كبيرة قديمة فيها آثار للأوَل، وكانت خربت فبعث إليها المنصور بن أبي عامر مَنْ بناها وعمرها، وهي قريبة من البحر. وكانت سوقاً قديمة من أسواق زناتة فمدنها يعلى بن محمد بن صالح اليفرني، فكان ابتداء تأسيسه لها سنة ثمان وثلاثين وثلثمائة، وارتحل إليها أهل العسكر


(١) قارن بنزهة المشتاق: ٢١٣، والكرخي: ١٧٥، وابن حوقل: ٤٠٣، والمقدسي: ٢٩١، والبكري (مخ) : ٤١، وياقوت واللباب (فربر) ، وانظر ضبط فرير في ابن خلكان (الحاشية التالية) .
(٢) ابن خلكان ٤: ٢٩٠ (المصادر الأخرى مذكورة في الحاشية) . وقد توفي الفريري سنة ٣٢٠.
(٣) بروفنسال: ١٤٣، والترجمة: ١٧١، وأكثر المادة عن الإدريسي (د) : ٢٠٧، وانظر ياقوت (فريش) .
(٤) بروفنسال: ١٤٣، والترجمة: ١٧١ (Hornachuelos) وهي قرية صغيرة في مقاطعة قرطبة.
(٥) الاستبصار: ٢١٠، وقال: يسمونها أفروجي ... وبالقرب منها مدينة تامروت.
(٦) نزهة المشتاق: ٢١٧ والكلام عن أخشيكث: وتتمة الحديث عن أخشيكث، الورقة ٢١٨ وأكثر المادة عن ابن حوقل: ٤٢٠ - ٤٢٢.
(٧) ص ع: كورتها.
(٨) كان اسم ((فزان)) يطلق على المنطقة الواقعة بين طرابلس شمالاً وتبستي جنوباً، وهي منطقة تتناثر فيها الواحات التي تعد امتداداً لواحات القسم الأوسط من الصحراء الكبري. وقد ذكر الإدريسي (د) : ٣٥ أن من مدن فزان: مدينة جرمة تساوة (التي تسمى جرمة الصغرى) .
(٩) مزج بين ما أورده البكري: ٧٩، والاستبصار: ١٣٥.
(١٠) ع ص: سلان.

<<  <   >  >>