للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذه القلعة (١) منيعة وتحضرت (٢) عند خراب القيروان انتقل إليها أكثر أهل إفريقية، وكانت مقصد التجار وبها تحل الرحال (٣) من العراق والحجاز والشام ومصر وسائر بلاد المغرب. وذكر البكري (٤) أن بها كان احتصن أبو يزيد مخلد بن كيداد النكار.

وخبر حماد صاحبها مع المرأة الوكعاء وكيف تداهت عليه حتى قتلها قد تقدم في رسم باغاية من حرف الباء.

وتصنع بمدينة قلعة حماد أكسية ليس لها مثل في الجودة والرقة إلا الوجدية التي تصنع بوجدة، ويساوي الكساء الذي يصنع بقلعة حماد ثلاثين ديناراً أو أزيد. ولمّا بنيت بجاية وعمرت انتقل الناس إليها ولم تزل القلعة تنقص إلى أن استولى عليها الخراب.

[قلعة الفضة:]

قالوا: في البحر الأسود الزفتي المتصل بالبحر المحيط وهو شديد النتن، وليس فيه غير قلعة الفضة، ويقال إنها معمولة وقالت طائفة إنها خلقة.

قلعة كيانة (٥) :

يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى في حرف الكاف.

[قلعة البلوط:]

بجزيرة صقلية، تقدم ذكرها في رسم الشاقة في حرف الشين المعجمة.

قلعة مغيلة دلول (٦) :

بينها وبين مدينة مستغانم مسيرة يومين، وهذه القلعة على جبل منيف شديد الحصانة بينها وبين البحر خمسة فراسخ، وبها عين ماء.

قلعة هوارة (٧) :

بالمغرب بقرب تاهرت، وهي قلعة منيعة في جبل خصيب فيه بساتين وثمار وأشجار ومزارع وأعناب، وتحتها فحص طوله نحو أربعين ميلاً يشقّه نهر سيرات ويسقي أكثر أرضه فسمي ذلك الفحص " سيرات " باسم النهر، ونهر سيرات نهر كبير مشهور يقع في البحر عند مدينة أزواوا (٨) .

ويسكن فحص سيرات قبائل كثيرة من البربر ومطغرة وغيرهم من قبائل زناتة، وزناتة تنشعب على قبائل كثيرة، وبلادهم واسعة، ويخالطهم من جهة إفريقية بنو زغبة من العرب من بني هلال بن عامر، ومن جهة المغرب بلاد مسوفة، وهمِ قبائل كثيرة من صنهاجة يسكنون تلك الصحراء لا يستوطنون بلداً وعيشهم من اللبن واللحم، وهم خلق كثير، وفي صحارى بلادهم جبل عظيم يعرف بقلقل كثير الخصب من العيون والأنهار، وفيه آثار عمائر كثيرة وبيوت محصنة وقرى واسعة لا أنيس بها ولا يسكنها خلق، ويقال إن الجن أخلت تلك العمائر والبلاد، ويُرى في تلك الصحارى بالليل نيران الجن ويسمع عزفهم وغناؤهم، وهم كثيراً ما يختطفون الأناسيّ ويحملونهم معهم، وربما يفلت الأنسي من بينهم فيرجع إلى أهله، فيحدث بما رأى عندهم، وهذا متعارف، ويقال إنهم يبدلون أولادهم بأولاد الإنس، ولذلك يقول أهل إفريقية: يا مبدول.

قلعة الحجار (٩) :

بمقربة من المسيلة، نزلها المنصور إسماعيل حين كان يحارب أبا يزيد النكار.

قلعة أبي طويل (١٠) :

من القيروان إلى قلعة أبي طويل، وهي قلعة كبيرة ذات منعة وحصانة وتحضرت عند خراب القيروان، وانتقل إليها أكثر إفريقية، وكانت مقصداً للتجار وتحل بها الرحال من العراق والحجاز والشام ومصر وبلاد المغرب، وكانت مستقر مملكة صنهاجة، ونزلها أبو يزيد مخلد بن كيداد.

قلورية (١١) :

مدينة بجزيرة صقلية كان إبراهيم بن أحمد بن الأغلب صاحب القيروان وأعمالها غزا صقلية بنفسه وفتح فيها مدناً


(١) البكري: ٤٩.
(٢) البكري: وتمصرت.
(٣) ص ع: ومهاجر الرجال.
(٤) البكري: ٤٩.
(٥) افتتاح الدعوة: ٢٧٩ كتابة (ومن صورها: كتابة، كيانة) وعند ابن خلدون ٤: ٤٤ قلعة كتامة، وسوردها المؤلف في موضعها بما يشير إلى أن الكاف متبوعة بياء.
(٦) ص ع: قلعة دغنولة؛ والتصويب والنصن عن البكري: ٦٩.
(٧) الاستبصار: ١٧٨، والبكر: ٦٩ - ٧٠، وتسمى القلعة ((تاسفدالت)) ، وقارن بالإدريسي (د) : ٥٨.
(٨) كذا في ص ع والاستبصار؛ والبكري: أرزاو.
(٩) ص: قلعة الحجارة.
(١٠) قد أورد المؤلف هذا عند الحديث - قبل قليل - عن ((قلعة بني حماد)) وهي نفسها ((قلعة أبي طويل)) - اعتماداً على البكري: ٤٩ - ولم يكد ينسى ذلك كله.
(١١) (Calabria) مقاطعة بإيطاليا، وليست مدينة بصقلية.

<<  <   >  >>