للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تلك الأكيسة؛ فإذا هي مملوءةٌ دراهم، فوزنها - فإذا هي قدْرُ حقوقهم؛ فدفعها إليهم (١).

• وكان رجل يعبث به كثيرًا فدعا عليه حبيب؛ فبَرِصَ.

• وكان مرَّة عند مالك بن دينار فجاء رجل فأغلظ لمالك من أجل دراهمَ قسَّمها مالك، فلما طال ذلك من أمره، رفع حبيب يديه إلى السماء فقال: اللهم إنّ هذا قد شَغَلَنَا عن ذِكْرِكَ؛ فأرِحْنا منه كيف شئتَ.

فسقط الرجل على وجهه ميتًا (٢).

• وخرج قوم غُزَاةً في سبيل الله، وكان لبعضهم حمار، فمات وارتحل أصحابه، فقام فتوضأ وصلَى وقال: "اللهم إني خَرجْتُ مجاهدًا في سبيلك، وابتغاءَ مرضاتك، وأشهد أنك تحيي الموتى، وتَبْعثُ مَن في القبور، فأحْي لي حماري؛ ثم قام إلى الحمار فضربه فقام الحمار، ينفض أذنيه، فركبه ولحقَ أصحابه، ثم باع الحمار بعد ذلك بالكوفة (٣).

• وخرجت سرِيَّةٌ في سبيل الله فأصابهم بَرْدٌ شديد، حتى كادوا أن يَهْلِكُوا، فدَعَوُا الله تعالى، وإلى جانبهم شجرةٌ عظيمة؛ فإذا هي تلتهب نارًا، فجففوا ثيابَهُم، ودَفئُوا بها حتى طلعت الشمس عليهم فانصرفوا، ورُدّت الشجرة على (٤) هيئتها.

• وخرج أبو قلابة حاجًّا (٥) فتقدم أصحابَه في يوم صائف؛ فأصابه عطش شديد؛ فقال: اللهم! إنك قادر على أن تُذهب عطشي من غير فِطر، فأظلّته سَحَابةٌ، فأمطَرَت عليه، حتى بلّت ثوبه، وذهبَ العطَشُ عنه، فنزل فحوّض حياضًا فملأَها، فانتهى إليه أصحابه فشَرِبوا وما أصاب أصحابه من ذلك المطر شيءٌ (٦).

• ومثلُ هذا كثير جدًّا، ويطول استقصاؤه.

[[من صبر مجابي الدعوة]]

وأكثرُ مَن كان مُجَابَ الدعوة من السلف كان يَصْبِر على البلاء، ويختار ثوابَهُ، ولا يدعو لنفسه بالفرج منه.

* * *


(١) رواه أبو نعيم في الحلية ٦/ ١٥٠ بنحوه، وهو في "مجابو الدعوة" ٩٩.
(٢) هذا والذي قبله في "مجابو الدعوة" ٩٥، ١٢٤ بسياقيهما.
(٣) "مجابو الدعوة" ٤٩ بسياقه كاملًا.
(٤) م: "إلى".
(٥) سقطت من ا، ب. وفي م: "صائمًا".
(٦) الأولياء لابن أبي الدنيا ص ٦٨ ح ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>