للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالنعم، الذين يأكلون ألوان الطعام، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام" (١).

وخرج الترمذي وابن ماجه من حديث ابن عمر قال: "تجشأ رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "كُفَّ عنَّا جُشَاءَكَ؛ فإن أكثَرَهُمْ شِبَعًا في الدُّنْيَا أطولُهم جوعًا يوم القيامة" (٢).

• وخرجه ابن ماجه من حديث سلمان أيضًا بنحوه (٣).


(١) قال الزبيدي في الإتحاف ٧/ ٤١٢:
أي يتوسعون فيه من غير تحرز ولا احتياط. قال العراقي: رواه ابن عدي في الكامل من طريق البيهقي في الشعب من حديث فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وروى من حديث فاطمة بنت الحسين مرسلًا، قال الدارقطني في العلل: إنه أشبه بالصواب، ورواه أبو نعيم في الحلية من حديث عائشة بإسناد لا بأس به. اهـ.
قلت: وكذلك رواه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة، وابن عساكر، كلهم من رواية عبد الله بن الحسن عن أمه، عن فاطمة بنت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، ولفظ حديثهم: شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم، الذين يأكلون أنواع الطعام، ويلبسون ألوان الثياب! ويتشوقون في الكلام.
وقال البيهقي بعد أن أورده: تفرد به علي بن ثابت، عن عبد الحميد الأنصاري. اهـ.
وعلي بن ثابت ساقه الذهبي في الضعفاء، وقال: ضعفه الأزدي، قال: وعبد الحميد ضعفه القطان، وهو ثقة. اهـ.
وجزم المنذري بضعفه وقد روي هذا الحديث أيضًا عن عبد اللّه بن جعفر، وعن ابن عباس فحديث عبد اللّه بن جعفر لفظه: شرارُ أمَّتى الذين ولدوا في النعيم وغذوا به .. يأكلون من الطعام ألوانًا، ويلبسون في الثياب ألوانًا، ويركبون من الدواب ألوانًا، يتشدقون في الكلام. رواه الحاكم والبيهقي في الشعب، وقال الحاكم: صحيح، وتعقبه الذهبي؛ بأن فيه أصرم بن حوشب، وهو ضعيف.
وأما لفظ حديث ابن عباس: شرارُ أمتى الذين غذوا بالنعيم وغذوا فيه؛ الذين يأكلون طيب الطعام، ويلبسون لين الثياب، هم شرار أمتي حقًّا حقًّا. فقد رواه الديلمي في مسند الفردوس.
والحديث عند ابن أبي الدنيا في "ذم الغيبة" ص ٣٢ - ٣٣ ح ١٠ وفي "الصمت" ص ١٠٩، ١١٠ ح ١٥٠ وكلا الموضعين من رواية إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، عن علي بن ثابت، عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن عبد اللّه بن حسن، عن أمه، عن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -.
وعند الحاكم في المستدرك ٣/ ٥٦٨ من رواية عبد اللّه بن جعفر، ولم يكتف الذهبي بتضعيف الحديث.
كما يذكر الزبيدي؛ وإنما قال: أظنه مرفوعًا، فإسحاق، متروك وأصرم متهم بالكذب.
وأفاض الشيخ ناصر الألباني في ذكر طرقه المرسلة والموصُولة، وأن مراسيله صحاح وجياد، وإِن طرقه الموصُولة المختلفة والمروية من أحاديث البراء، وأبي أمامة، وعائشة رضي الله عنهم، وإن تكن ضعافًا فإنها بمجموعها ترقى بالحديث إلى الحسن لغيره.
وانظر - إذًا - ما أورده في الصحيحة ٤/ ٥١٢ - ٥١٥ ح ١٨٩١، وصحيح الجامع الصغير وزيادته ١/ ٦٣٠ ح ٣٧٠٥. وقد أورده ابن عدي في الكامل ٥/ ٣١٩ من حديث فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ومن طريق علي بن ثابت، عن عبد الحميد بن جعفر، مع أحاديث أخرى لعبد الحميد بن جعفر. ثم قال: ولعبد الحميد غير ما ذكرت روايات، وأرجو أنه لا بأس به، وهو ممن يكتب حديثه، وانظر هامشي الصمت وذم الغيبة. ولم يعزه أحد إلى البزار كما رأيت وإنما هو فيه من مسند أبي هريرة ح ٣٦١٦.
(٢) أخرجه ابن ماجة في السنن: ٢٩ - كتاب الأطعمة: ٥٠ - باب الاقتصاد في الأكل وكراهة الشبع ٢/ ١١٢ ح ٣٣٥٠. وهو عند الترمذي في السنن ٢٤٨٠ بإسناد حسن غريب كما في إحدى نسخ طبعة إستامبول.
(٣) عقب الحديث السابق من رواية داود بن سليمان العسكري، ومحمد بن الصباح، عن سعيد بن محمد=

<<  <  ج: ص:  >  >>