للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخرجه الطبراني من حديث عمرو بن أمية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (١).

ورَوَى الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن ابن عابد، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن التوكُّل بعد الكَيْسِ".

وهذا مرسل.

ومعناه أن الإنسان يأخذ بالكيس والسعي في الأسباب الباحة، ويتوكل على اللّه بعد سعيه.

* * *

[[التوكل لا ينافي الأسباب]]

وهذا كله إشارة إلى أن التوكل لا ينافي الإتيان بالأسباب، بل قد يكون جمعهما أفضل.

• قال معاوية بن قرة: "لقي عُمَرُ بنُ الخطاب ناسًا من أهل اليمن، فقال: مَنْ أنتم؟ قالوا: نحن المتوكّلُونَ. قال: بل أنتم المتأكّلون، إنما المتوكل الذي يُلْقي حَبَّه في الأرض، ويتوكّل على اللّه عز وجل".

[[التوكل الحقيقي]]

• قال الخلال: أخبرنا محمد بن أحمد (٢) بن منصور قال: سأل المازني بِشْرَ بنَ الحارثَ عن التوكل فقال: "التوكل لا يتوكل على اللّه ليُكفَى، ولو حلت هذه القصة في قلوب المتوكِّلة (٣)؛ لضجوا إلى اللّه بالندم والتوبة، ولكنَّ المتوكلّ يحلّ بقلبه الكفايةُ من اللّه تبارك وتعالى، فيصدِّق اللّه عز وجل فيما ضمن".

ومعنى هذا الكلام، أن المتوكل على اللّه حقّ التوكل، لا يأتي بالتوكل ويجعله سببًا لحصول الكفاية له من اللّه بالرزق وغيره؛ فإنه لو فعل ذلك لكان كمن أتى بسائر (٤) الأسباب؛ لاستجلاب الرزق، والكفاية بها.

[بين التوكل لطلب الرزق والتوكل ثقة باللّه]:

وهذا نوعُ نقص في تحقيق التوكل، وإنما المتوكِّل (٥) حقيقةً مَنْ يعلم أن اللّه قد ضمنَ


(١) قد علمت ما قاله العراقي بشأنه.
(٢) م: "محمد بن منصور".
(٣) م: "المتوكلين".
(٤) م: "سائر".
(٥) م: "التوكل" وفيه تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>