للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي حديث آخر "ذاكر اللهِ في الغَافِلينَ كمَثل المقاتل عن الفارِّينَ، وذَاكِر الله في الغافلين، كشَجَرةٍ خضراءَ في وسَط شَجَرٍ يابس" (١).

• قال أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود:

ما دام قلبُ الرجل يذكر الله، فهو في صلاةٍ، وإن كانَ في السوق، وإِن حَرَّكَ به شفتيه؛ فهو أفضل (٢).

• وكان بعضُ السلف يقصد السوق ليذكر الله فيها بين أهل الغفلة.

والتقى رجلان منهم في السوق، فقال أحدهما لصاحبه: تعالى حتى نذكر الله في


= ولا يعرف هذان الحديثان عن سالم، ولا يرويهما عن سالم غير عمرو بن دينار هذا.
وله هذا من الحديث مما لم أذكره.
أقول: وإذا؛ فهو حديث منكر إن لم يكن موضوعًا.
وترجمة عمرو هذا في التاريخ الكبير ٣/ ٢/ ٣٢٩، والجرح والتعديل ٣/ ١/ ٢٣٢، والضعفاء الكبير ٣/ ٢٦٩ - ٢٧٠، والكامل ٥/ ١٣٥ - ١٣٦.
(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٦/ ١٨١ عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن يعقوب، وأبي محمد بن حيان، عن جعفر بن أحمد المهرجان كلاهما، عن الحسن بن عرفة، عن يحيى بن سليم، عن عمران القصير، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"ذاكر الله في الغافلين كالذي يقاتل عن الفارين، وذاكر الله في الغافلين؛ مثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر، وذاكر اللّه في الغافلين يعرفه الله مقعده من الجنة، وذاكر الله في الغافلين يغفر الله له بعدد كل فصيح وأعجمي، فالفصيح: بنو آدم، والأعجمي: البهائم".
قال أبو نعيم: رواه محمد بن يزيد الآدمي، عن يحيى بن سليم مثله.
وقد أورده الشيخ ناصر الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ٢/ ١٢٠، وذكر أنه ضعيف جدًّا وأن العلة فيه من عمران بن مسلم.
ورواه المنذري في الترغيب ٢/ ٥٣٢ من رواية مالك بلاغًا بنص ابن رجب ثم أورد له رواية ذكر فيها أن قوله "والفصيح بنو آدم، والأعجم: البهائم" ذكره رزين ولم يره المنذريُّ في شيء من نسخ الموطأ، إنما رواه البيهقي في الشعب، عن عباد بن كثير، وفيه خلاف عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - … فذكره بنحوه.
ثم روى من حديث ابن مسعود بنحوه وقال: رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط بإسناد لا بأس به.
وأورده الغزالي في الإحياء ٥/ ٥ من الإتحاف، وذكر الزبيدي قول العراقي بتضعيف الحديث بعمران بن مسلم القصير وقول الذهبي في الميزان: قال البخاري: منكر الحديث، ثم قال الزبيدي: لكن ذكر السيوطي في الجامع الكبير أنه رواه ابن صصرى في أماليه، وابن شاهين في الترغيب في الذكر وقال: حديث صحيح الإسناد حسن المتن، غريب الألفاظ.
ثم أورد قطعة منه: ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل بين الفارين وعلق بنحو ما علق المنذري. وأعاد الكلام عليه ص ٥١١ من الجزء نفسه. وأورده ابن عدي في الكامل ٥/ ٩١.
(٢) الحلية ٤/ ٢٠٤ باختلاف يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>