للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وخرّج الترمذي وابن ماجه من حديث أم حبيبة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"كل كلامِ ابن آدمَ عليه لا لَهُ إلا الأَمْرَ بِالمعْروفِ، والنَّهيَ عن المنكَرِ، وذكْرَ الله عزَّ وَجَلَّ" (١).

وقد تعجب قوم من هذا الحديث عند سفيان الثوري فقال سفيان: وما تعجُّبكم (٢) من هذا؟ أليس قد قال الله تعالى:

{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} (٣).

أليس قد قال تعالى:

{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} (٤).

* * *

[[من آثار الكلام فيما لا يعني عدم دخول الجنة]]

• وخرّج الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه قال: توفي رجل من أصحابه يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال، يعني رجل: أبشر بالجنة! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أو لا تدري فلعله تكلم بما لا يعنيه، أو بخل بما لا يغنيه" (٥).


(١) الترمذي في كتاب الزهد ٤/ ٦٠٨ باختلاف يسير وقال هذا حديث حسن غريب وابن ماجه في كتاب الفتن: باب كف اللسان في الفتنة ٢ - ١٣١٥ بنص ما أورده ابن رجب وقال: لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس. وانظر تضعيف الشيخ الألباني له في الضعيفة ٣/ ٥٤٥ - ٥٤٧ ح ١٣٦٦.
(٢) في ا، و، م،: "وما يعجبكم" وفي ل، ظ بالتاء المفتوحة والجيم المشددة المضمومة وهما متقاربان.
(٣) سورة النساء: ١١٤.
(٤) سورة النبأ: ٣٨.
(٥) أخرجه الترمذي في كتاب الزهد ٤/ ٥٥٨ وقال هذا حديث غريب وعنده: "فلعله تكلم فيما لا يعنيه. أو بخل بما لا ينقصه" وقوله: "أو بخل بما لا يغنيه" ليست في ب. وفي أ: "فقال رجل يعني أبشر بالجنة" وما آثرناه هو الموافق لما عند الترمذي.
قال المباركفوري في التحفة (٣/ ٢٦٠): قوله: (أو لا تدري) بفتح الواو على أنها عاطفة على محذوف أي تبشر ولا تدري أو تقول هذا ولا تدري ما تقول، أو على أنها للحال أي والحال أنك لا تدري.
ثم عقب على قول الترمذي هذا حديث غريب بقوله: "قال في المرقاة: ورجاله رجال الصحيحين سليمان بن عبد الجبار البغدادي شيخ الترمذي وقد ذكره ابن حبان في الثقات.
وقال المنذري في الترغيب والترهيب بعد ذكر هذا الحديث، ونقل كلام الترمذي هذا: ما لفظه: "رواته ثقات".
ولم يرتض المباركفوري هذا التعميم فقال:
رجال الحديث ثقات كما قال المنذري، لكن الأعمش ليس له سماع من أنس واستشهد بقول ابن حجر في التهذيب في ترجمة الأعمش: روى عن أنس ولم يثبت له منه سماع.

<<  <  ج: ص:  >  >>