للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* قال ابن المبارك رحمه الله: "من صبر فما أَقل ما يصبر، ومن جزع فما أَقل ما يتمتع؟! ".

[[إن النصر مع الصبر]]

* فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أَن النصر مع الصبر".

يشمل النصر (١) في الجهادين: جهاد العدو الظاهر، وجهاد العدو الباطن؛ فمن صبر فيهما نُصِرَ وَظفِر بعدوّه، ومن لم يصبر فيهما وجزع قُهر وصار أَسيرًا لعدوه أَو قتيلا له.

* * *

[وإِن الفرج مع الكرب]:

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأَن الفرَج معَ الكَرْب":

هذا يشهد له قولُه عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} (٢).

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:

"ضَحِكَ ربُّنَا من قُنوُطِ عباده وقُرْبِ غيره".

خرجه الإِمام أَحمد، وخرجه ابنه عبد الله في حديث طويل وفيه: علم الله يوم الغيث أَنه ليُشْرِف عَليكم أَزِلِينَ (٣) قَنِطين فيظل يضحك قد علم أَن غيركم إلى قرب" (٤).


(١) ب: "الصبر".
(٢) سورة الورق: ٢٨.
(٣) الأزْل: الشدة والضيق نهاية ١/ ٤٦.
(٤) انظره في المسند ٤/ ١١، ١٢، ١٣ - ١٤ (الحلبي) مختصرا في الموضعين الأولين ومطولا في الأخير، من حديث أبي رُزَين العقيلي: لقيط بن عامر المنتفق رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره قال: قلت: ويضحك الرب عز وجل: قال نعم، قال: لن نعدم من رب يضحك خيرًا" لفظ الوضع الأول.
وفي الموضع الثاني قال: أبو رزين: يا رسول الله! أو يضحك الرب عز وجل العظيم؟ لن نعدم من رب يضحك خيرًا فقال [- صلى الله عليه وسلم -]: نعم! لن نعدم من رب يضحك خيرًا".
وفي الموضع الثالث ما أشار إليه ابن رجب بيد أن المطبوعة فيها تحريف في الجملة التي استشهد بها ابن رجب وكان فيما نقله ابن رجب تصحيح هذا التحريف فإما كان الخطأ مطبعيا، وإما كانت نسخة ابن رجب نسخة أخرى أصح فالله أعلم.
وفي كل من الأصلين كلمة ليست في الأخرى وهذه هي كلمات المطبوع من المسند: "وعلم اليوم الغيث =

<<  <  ج: ص:  >  >>