للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حُمَيد، وعن أبي أُسَيد (١) رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سَمِعْتُمُ الحديثَ عَنِّي تَعرفُهُ قُلوبكُمْ وتَليِنُ له أَشْعَارُكم وأَبْشَارُكُمُ وتُرَوْن أنه منكم قريب فأنا أوْلاكم به، وإذا سمعتم الحديثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمُ وتَنْفِرُ [منه] (٢) أَشْعارُكُم وأبشارُكُم وَتُرَوْن أنه مِنْكُمْ بعِيدٌ فأنا أَبْعَدُكُم مِنْهُ" (٣).

• وإسناده أنه قد قيل على شرط مسلم؛ لأنه خرَّج بهذا الإسناد بعينه حديثًا - لكن هذا الحديث معلول؛ فإنه رواه بكير بن الأشجّ، عن عبد الملك بن سعيد، عن عباس بن سهل، عن أبيّ بن كعب من قوله.

• قال البخاري: هو أصح.

* * *

• وروى يحيى بن آدم، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا حُدِّثْتم عني حديثا تعرفونه ولا تُنكرونه فصدِّقوا به، فإني أقول ما يُعرف ولا يُنكر، وإذا حُدثتم عني حديثًا تُنكرونه ولا تَعرفونه، فلا تُصَدقوا به، فإني لا أقول ما ينكر ولا يعرَف".

• وهذ الحديث معلولٌ أيضًا.


(١) في م: "عن عبد الملك بن سعيد بن سويد وأبي أسيد".
(٢) ليست في المسند ولا في المجمع ولا في ا، ل، ض. وهي في التيسير وفي م: "عنه".
وفي صحيح ابن بان، وعند البزار: "منه" كما هي في: د.
(٣) ورواه ابن حبان في الصحيح بهذا الإسناد في كتاب العلم: ذكر الأخبار عما يستحب للمرء كثرة سماع العلم ثم الاقتفاء والتسليم ١/ ١٤٠ - ١٤١ من الإحسان ح ٦٣.
وأخرجه البزار في مسنده: كتاب العلم: باب معرفة أهل الحديث بالصحة والضعف ١/ ١٠٥ - ١٠٦ بهذا الإسناد وعقب عليه البزار بقوله: لا نعلمه يروى من وجه أحسن من هذا. وقد أورده الشيخ ناصر الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٧٣٢ ونسبه إلى ابن سعد في الطبقات ١/ ٣٨٧ - ٣٨٨، والمقدسي في العلم وابن وهب في المسند وابن حبان والبزار على ما في الأحكام الكبرى والبخاري في الكبير مرسلًا وذكر أنه شاهد قوي، واستظهر الشيخ أن إسناده حسن، وأنه على شرط مسلم، وأنه خاص بطبقة معينة من أهل العلم فأما أن إسناده حسن وأنه على شرط مسلم فقد علمت رؤية ابن رجب والبخاري بالنسبة له، وأما أنه خاص بطبقة معينة من أهل العلم فهذا متفق تمامًا مع ما تقتضيه النصوص الصريحة والصحيحة، وهو كذلك متفق مع اتجاه ابن رجب، كما أن البزار في ترجمته لهذا الحديث نص على ما يؤكد هذا وذاك حين جعل عنوان هذا الحديث: باب معرفة أهل الحديث بالصحة والضعف، بل إنه بهذا النص أبان عن محاور المعرفة الأساسية بالحديث وهي أصول التصحيح والتضعيف!
فلِلَّه در السابق واللاحق!!

<<  <  ج: ص:  >  >>