للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخذ؟ قال: قد كان يسىء الأخذ، ولكن إذا نظرت فى حديثه وما روى عن مشايخه وجدته صحيحًا. وعن ابن معين: ثقة. وقال أحمد بن صالح المصرى: حديث ابن وهب بمائة ألف حديث، ما رأيت حجازيًا ولا مصريًا ولا شاميًا أكثر حديثًا منه، وقع عندنا عنه سبعون ألف حديث. وقال أبو زرعة: سمعت أبى يكثر يقول: ابن وهب أفقه من ابن القاسم. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، صدوق، أحب إلىَّ من الوليد بن مسلم، وأصح حديثًا منه بكثير. وقال أبو زرعة: ثقة. وعن يونس بن عبد الأعلى: عرض على ابن وهب القضاء، فجنّن نفسه ولزم بيته، فاطلع عليه رشدين بن سعد وهو يتوضأ فى صحن داره، فقال له: يا أبا محمد، لم لا تخرج إلى الناس تقضى بينهم بكتاب الله وسنة رسوله؟ فرفع رأسه إليه، وقال: إلى هاهنا انتهى عقلك؟! أما علمت أن العلماء يحشرون مع الأنبياء، وأن القضاة يحشرون مع السلاطين؟!.

وعن خالد بن خداش: قرأ على عبد الله بن وهب كتاب أحوال القيامة، يعنى من تصنيفه، فخر مغشيًا عليه، فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام. وذكر عنه أنه ذهب عقله وجعل يقول كذا يضرب يده على فخذه ويتفكر حتى ينكشف فخذه، وهو لا يعقل، فرددنا عليه ثوبه، فحُمل إلى منزله، فأنزلوه إلى الثالث ميتًا، فَيُرَى والله أعلم أنه انصدع قلبه فمات بمصر سنة سبع وتسعين ومائة. وعنه: ولدت فى ذى القعدة سنة خمس وعشرين ومائة. وقال أبو سعيد بن يونس: توفى يوم الأحد لأربع بقين من شعبان سنة سبع وتسعين ومائة. روى له الجماعة، وأبو جعفر الطحاوى.

* * *

[باب عبد الله وأبوه بالهاء]

١٤٠٣ - عبد الله بن هارون بن أبى عيسى الشامى: أبو على نزيل البصرة، روى عن أبيه حديثين، وعن حاتم بن أبى [صغيرة] (*) ، وسعيد بن أبى عروبة، وشعبة، ويونس بن عبيد. روى عنه جماعة منهم ابنه على، والفلاس، وابن المدينى، وإبراهيم بن مرزوق. ذكره ابن حبان فى الثقات. وقال البخارى: أدركته إذًا حيًا، ومات سنة إحدى عشرة


١٤٠٣ - فى المختصر: عبد الله بن هارون بن أبى عيسى الشامى: نزيل البصرة، صدوق.
قال فى التقريب: صدوق. انظر: التقريب (٣٦٨٣) ، وتهذيب الكمال (١٦/٢٣٤) (٣٦٢٢) ، والتاريخ الكبير (٥/ت٧١٩) ، والجرح والتعديل (٥/ت٨٩٧) ، والكاشف (٢/ت٣٠٦٢) .
(*) ما بين المعقوفتين أثبتناه من موضع ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>