للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلمةُ السلفِ وأئمةِ أهلِ الحديثِ متفقة على أنَّ آياتِ الصفاتِ وأحاديثَها

الصحيحةَ كلَّها تُمَر كما جاءتْ، من غير تشبيهٍ ولا تمثيلٍ، ولا تحريفٍ ولا

تعطيلٍ.

قال أبو هلالٍ: سأل رجل الحسنَ عن شيءٍ من صفة الربِّ عزَّ وجلَّ.

فقال: أمِرُّوها بلا مثال.

وقال وكيع: أدركتُ إسماعيلَ بنَ أبي خالد وسفيانَ ومِسْعرًا، يحدِّثون

بهذه الأحاديثِ، ولا يفسِّرون شيئًا.

وقال الأوزاعيُّ: سُئلَ مكحولٌ والزهريُّ عن تفسيرِ هذه الأحاديثِ، فقالا:

أمِرَّها على ما جاءتْ.

وقال الوليدُ بنُ مسلم: سألتُ الأوزاعيَّ ومالكًا وسفيانَ وليثًا عن هذه

الأحاديثِ التي فيها الصفةُ والقرآنُ، فقالوا: أمِرُّوها بلا كيفٍ.

وقال ابنُ عيينةَ: ما وصفَ اللَّهُ به نفسَهُ فقراءتُهُ تفسيرُه، ليسَ لأحدٍ أن

يفسرَهُ إلا اللَّهُ عزَّ وجلَّ.

وكلامُ السلفِ في مثلِ هذا كثير جدًّا.

وقال أشهبُ: سمعتُ مالكًا يقولُ: إيَّاكم وأهلَ البدع.

فقيلَ: يا أبا عبد اللَّه، وما البدعُ؟

قال: أهلُ البدع الذين يتكلمونَ في أسماءِ اللَّه وصفاتِهِ

وعلمِهِ وقدرتِهِ ولا يسكتونَ عما سكتَ عنه الصحابةُ والتابعونَ لهم بإحسانٍ.

خرَّجه أبو عبد الرحمن السلميُّ الصوفيُّ في كتابِ "ذمِّ الكلامِ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>