للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حواصلِ طيرٍ، أم تموتُ كما تموتُ الأجسادُ؟

قال: رُوي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قالَ: "نسمةُ المؤمنِ إذا ماتَ طائرٌ يعلقُ في شجرِ الجنةِ حتَّى يرجعَهُ اللَّهُ إلى جسدِهِ يومَ بعثه ".

وقد رُوي عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو قالَ: أرواحُ المؤمنينَ في أجوافِ طيرٍ

خضرٍ كالزرازيرِ ثم يتعارفونَ فيها ويرزقونَ من ثمارِهَا.

وقال بعضُ الناسِ: أرواحُ الشهداءِ في أجوافِ طيرٍ خضرٍ، تأوِي إلى

قناديلَ في الجنةِ معلقةٍ بالعرشِ. انتهى.

وهذا الكلامُ - أيضًا - يدلُّ على أنَّ أرواحَ المؤمنينَ عندَ اللَّهِ في الجنةِ، لأنَّه

ذكَرَ في جوابِهِ الأحاديثَ الدالةَ المرفوعةَ والموقوفةَ على ذلكَ. ولم يذكرْ سوى ذلكَ، ففي روايةِ حنبلٍ جزمَ بأنَّ أرواحَ المؤمنينَ في الجنةِ.

وفي روايةِ عبدِ اللَّهِ ذكرَ الأدلةَ على ذلكَ.

فأمَّا الحديثُ المرفوعُ الذي ذكرَهُ، فهو من روايةِ مالكٍ، عن ابنِ شهابٍ.

أنَّ عبدَ الرحمنِ بنَ كعبِ بنِ مالكٍ أخبره أنَّ أباه كعْبًا، كان يحدِّثُ عن

رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إنَّما نسمةُ المؤمنِ طائرٌ يعلق في شجرِ الجنةِ، حتى يرجعَهُ اللَّهُ

إلى جسدهِ "، كذا رواه مالكٌ في "الموطإ" ورواه عن مالكٍ جماعة منهُم

الشافعيُّ، ورواه الإمامُ أحمد في "مسندهِ " عن الشافعيِّ، وخرَّجهُ الشافعيّ

من طريقِ مالكٍ أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>